مما لا شك فيه أن الذكاء الاصطناعي يعزّز التعليم بتخصيص التعلم حسب احتياجات كل طالب، ما يحسّن النتائج التعليمية ويُتيح تقييم المهارات بدقة. منصة ليوني الروسية تستثمر في هذا المجال وتقدّم مسارات تعلم مخصصة لتطوير المهارات الشخصية. في هذه المقابلة مع مؤسس ليوني، كريلوف أندري، ومدير تطوير الأعمال في منطقة الشرق الأوسط، بانفيلوف أنطون، نُناقش كيف تقدّم ليوني التعليم الذاتي المدعوم بالذكاء الاصطناعي وتوجهاتها المستقبلية.
ليوني إنترناشيونال هي شركة مقرها قطر تستخدم منصة تعليمية روسية تعتمد على التكنولوجيا لخدمة الأطفال والطلاب حول العالم، فكيف تختلف ليوني عن غيرها من المنصات التعليمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي التي تركّز على المهارات الناعمة خاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؟
ليوني: تمتلك ليوني تاريخاً طويلاً ومعقداً في سوق التعليم، حيث جرّبنا العديد من نماذج المنتجات حتى حدّدنا مجالنا المتخصص. ومع ذلك، كان هناك عنصر ثابت طوال رحلتنا، وهو التزامنا بتقديم مسارات تعليمية مخصصة. ركّزنا في البداية على بناء أنظمة توصية للأنشطة اللامنهجية، ما يُتيح اقتراحات مخصصة بناءً على الموقع الجغرافي للطفل وتطوره في المهارات. لاحقاً، تبنينا نهجاً أكثر تنظيماً من خلال إطلاق مدرستنا الخاصة لتعليم البرمجة، انطلاقاً من إيماننا بأن التخصيص يجب أن يمتد إلى ما هو أبعد من التعليم التكميلي.
أمّا اليوم، فقد تطورنا لنصبح حلاً تعليمياً شاملاً يصمّم مسارات تعليمية مخصصة ليس فقط للأطفال، ولكن أيضاً لفِرق العمل في الشركات، مع تركيزٍ خاصٍ على تطوير المهارات الناعمة. ويتميز نهجنا بملاءمته الكبيرة للسوق نظراً للأسباب التالية:
- تقنية متطورة وقابلة للتكامل: نحن ندمج منصتنا بسهولة مع أنظمة إدارة التعلم (LMS)، ما يُتيح حلولاً قابلة للتوسع في نموذج الأعمال بين الشركات (B2B)، كما يمكن تنفيذ مسارات التعلم المدعومة بالذكاء الاصطناعي لدينا عبر واجهات برمجية (API) أو من خلال الإطار التفاعلي (iframe).
- حضور قوي في قطاع الأفراد (B2C): حيث نقدّم للآباء أدوات تشخيصية ودعماً من خلال معلمين متخصصين لمساعدة أطفالهم على تطوير المهارات الناعمة بفاعلية.
ومع دخولنا سوق منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بدأنا نلاحظ خصائصها الفريدة ولكننا أيضاً نرى طلباً قوياً على مسارات التعلم المخصصة من قِبل كلٍ من أولياء الأمور والمؤسسات التعليمية. وذلك يتماشى مع رؤيتنا ويعزّز ثقتنا في إمكانات المنطقة. ومن المهم أن نوضّح أننا لا نكيّف منتجنا، بل نتوسع في سوق حيث الحاجة إلى حلولنا موجودة بالفعل.
تشير تقارير حديثة إلى أن قيمة سوق التكنولوجيا التعليمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بلغت 264.2 مليار دولار أميركي عام 2024. متى دخلت شركة ليوني أول مرة إلى هذه السوق؟ وما الذي دفعها لاتخاذ قرار التوسع إلى هذه المنطقة؟
ليوني: لقد دخلنا منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشكلٍ استراتيجي من خلال الشراكة مع المدارس التي تُتيح لنا الوصول إلى عددٍ كبيرٍ من أولياء الأمور والطلاب في وقتٍ واحد. وبالإضافة إلى دخول السوق، تمكّننا هذه الطريقة من إجراء أبحاث معمّقة لفهم احتياجات المنطقة بشكلٍ كامل.
نحن ندرك أن لكل سوق ديناميكيتها الخاصة، وهدفنا هو التأكد من أن شركة ليوني ليست موجودة فحسب، إنما هي حقاً ذات صلة ومطلوبة. لذلك، نحن نشارك بنشاطٍ في المحادثات مع أولياء الأمور ومدراء المدارس والمعلمين. بالإضافة إلى ذلك، نحلل تقارير عديدة حول القطاع والاتجاهات المدعومة من الحكومة من كثب لجعل منتجنا متوافقاً مع الأولويات الإقليمية.
وقد حدّدت الحكومة القطرية مؤخراً التكنولوجيا التعليمية (EdTech) كأحد المجالات الرئيسية ذات الأولوية، ما يعزّز بشكلٍ أكبر من صحة إمكانات الحل الذي نقدّمه في هذه السوق.
اقرأ أيضاً: لندق ناقوس الخطر إذا لم يُدمَج الذكاء الاصطناعي في التعلُّم والتعليم
كيف تتنافسون مع منصات التكنولوجيا التعليمية المحلية؟ وما هي ميزتكم؟
ليوني: نحن نواجه منافسة في قطاع التكنولوجيا التعليمية بالطبع، ولكننا لم نجد بعد منافساً مباشراً يقدّم حلاً مشابهاً لحلنا. تطوير نهج قوي ومنهجي قائم على منصة لتعليم المهارات الشخصية هو تحدٍ معقّد، وهو أمر يتجنب العديد من اللاعبين في السوق التعامل معه.
غالباً ما يولي قطاع التكنولوجيا التعليمية الأولوية للأتمتة ودعم المعلمين، إذ يتم التركيز على معالجة التحديات التشغيلية المباشرة في التعليم. لكن حالتنا مختلفة. نحن نواجه شريحة معقّدة وعالية التأثير تتطلب تكاملاً تقنياً عميقاً وأساساً تربوياً قوياً. هذا المستوى من التعقيد يعني أنه على الرغم من وجود المنافسة، فإن عدد الشركات التي تستثمر حقاً في بناء منصات تطوير المهارات الشخصية المدعومة بالذكاء الاصطناعي وقابلة للتوسع مثل منصتنا يعد محدوداً.
ما هي التحديات التي واجهتموها في دمج تدريب المهارات الشخصية المدعوم بالذكاء الاصطناعي في نظام التعليم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؟ وكيف كان رد فعل المدارس والمعلمين؟
ليوني: إن أحد أكبر التحديات التي واجهناها كان التكيُّف مع اللغة. تتطلب ذلك منا إجراء جولات عدة من التحقق لضمان دقة ترجمة خدماتنا. وبالإضافة إلى اللغة، كان التحدي الآخر الكبير هو تكييف أدوات التقييم ومواد التعلم لتتناسب مع السياقات الثقافية والدينية المحلية.
تطلّب إنشاء منتج عالي الجودة يُناسب هذه السوق اهتماماً دقيقاً بالتفاصيل. وقد عملنا من كثب مع المعلمين في قطر، وعرضنا تقييماتنا على صُنّاع القرار في المؤسسات التعليمية، وأجرينا تقييمات تجريبية مع الطلاب. سمحت لنا هذا العملية التكرارية بصقل جهودنا في توطين منصتنا، ما يضمن أن ليوني ليست دقيقة لغوياً فقط، بل أيضاً ملائمة ثقافياً ومقبولة في السوق.
كيف تكيّف ليوني تدريب المهارات الشخصية المدعوم بالذكاء الاصطناعي لتلبية الفروق الثقافية والتعليمية والاقتصادية عبر مختلف دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؟
ليوني: نحن نأخذ الجوانب الثقافية والاقتصادية والدينية في المنطقة على محمل الجد. وتقوم رؤيتنا على أن نُحوّل ليوني إلى حلٍ معتمدٍ على نطاقٍ واسعٍ بين الأطفال وأولياء الأمور، وفي هذا السياق، لا يمكننا تحمل ارتكاب الأخطاء. وبالتالي، عدّلنا كل جانب من جوانب منصتنا -من الصور إلى الإرشادات المخصصة- بعناية لتتماشى مع الأعراف الثقافية المحلية. والرسوم التوضيحية جميعها التي تشمل الأطفال تعرّضهم وهم يرتدون الزي التقليدي، كما أن محتوى منصتنا يتجنب الإشارة إلى أشياء أو مفاهيم غير مألوفة. هذا يضمن أن يتمكّن الأطفال من التفاعل بشكلٍ كامل مع منصتنا بطريقة تشعرهم بأنها قريبة منهم وملائمة لهم.
إلى جانب التوطين، نحن نستثمر أيضاً في تدريب المعلمين في قطر للعمل بفاعلية مع منصتنا. ونطوّر برامج تعليمية مخصصة للمدربين المحليين، انطلاقاً من قناعتنا بأن المعلمين الذين يعملون في السوق المحلية هم فقط مَن يستطيعون التواصل الحقيقي مع أولياء الأمور والطلاب.
اختبار التقييم الخاص بكم يتضمن 23 سؤالاً، بعضها موجّه إلى أولياء الأمور وبعضها للأطفال والبعض الآخر يُجاب عنه بشكلٍ مشترك. ما هي البيانات التي جمعتموها حتى الآن حول المهارات الشخصية للجيل الشاب في المنطقة؟
ليوني: لا يزال من المبكر استخلاص استنتاجات نهائية، إذ تتطلب الأنماط البحثية ذات المغزى مجموعة بيانات أكبر. ومع ذلك، فقد كشفت تقييماتنا الأولية بالفعل عن بعض الاتجاهات المثيرة للاهتمام في المنطقة. لقد لحظنا مستوى قوياً من التركيز لدى الأطفال، بالإضافة إلى مهارات التفكير المنطقي المتطورة. في الوقت نفسه، وبين المراهقين، لحظنا ميلاً نحو الخجل وبعض التحديات في تقديم الذات. ومع ذلك، نعتقد أن هذا يتماشى مع السمات التطورية النموذجية بدلاً من كونه سمة مميزة للمنطقة. وبينما نواصل جمع البيانات، نهدف إلى تحسين فهمنا لهذه الاتجاهات وتخصيص حلولنا بشكلٍ أكبر لتلبية الاحتياجات الفريدة للمتعلمين في المنطقة.
اقرأ أيضاً: لماذا تنجح بعض الشركات في رحلتها نحو التحول الرقمي بينما تفشل أخرى؟
نظراً للتركيز الكبير في المنطقة على التحول الرقمي، كيف ترى دور ليوني في المساهمة في الرؤية الأوسع للبلد نحو اقتصاد يعتمد على المعرفة؟
ليوني: أهدافنا طموحة. تمتلك ليوني القدرة على أن تصبح منصة تعزّز تطوير المهارات الشخصية في كل مدرسة ولكل طفل في المنطقة، فضلاً عن كونها أداة قوية للحصول على رؤى مدفوعة بالبيانات حول الإمكانات البشرية. يتضمن إطار التقييم الذي نعتمده توجيهاً مهنياً للمراهقين، يمكننا من ردم الفجوة بين طموحات الطلاب ومتطلبات سوق العمل. يمكن للبيانات التي نجمعها -من الطلاب وسوق العمل- أن تسهم في المبادرات الاستراتيجية الأوسع في المنطقة، ما يدعم كلاً من التنمية التعليمية والاقتصادية. ومن خلال الاستفادة من هذه المعلومات، يمكن لليوني أن تلعب دوراً رئيسياً في تشكيل السياسات والمبادرات التي تتماشى مع تطوير المهارات مع أولويات النمو الإقليمي.
كيف تقيسون تأثير وفاعلية تدريب المهارات الشخصية المدعوم بالذكاء الاصطناعي من ليوني؟ وما هي المؤشرات الرئيسية التي تدل على تقدم الطلاب؟
ليوني: نُعرِّف النجاح بشكلٍ أساسي من خلال النتائج التعليمية. إنشاء مسار تعلم مخصص هو الخطوة الأولى فقط، مهمتنا الأساسية هي توجيه الأطفال من خلال تطوير المهارات وضمان تحقيق تقدم قابل للقياس. بالنسبة لنا، المقياس الرئيسي هو التحسن الفعلي في مستوى مهارة الطفل مع مرور الوقت.
تشمل منصتنا الرحلة التعليمية بأكملها: بدءاً من اختيار المهارات المستهدفة استناداً إلى نتائج التقييم، وصولاً إلى تتبع التقدم في كل مرحلة وتقييم النتائج النهائية. يُتيح لنا هذا النهج المنهجي مراقبة ودعم التطور المستمر، ما يضمن أن يستفيد كل طفل من تجربة تعلم مصممة خصيصاً له.
بالإضافة إلى ذلك، لدينا مؤشرات نجاح واضحة لقياس مدى تكاملنا الإقليمي، مثل عدد المدارس المشاركة في البرنامج، وعدد الأطفال المنخرطين فيه، ونسب إتمام مسارات التعلم الشخصية. تساعدنا هذه المؤشرات على تقييم مدى تبني الحل الذي نقدمه، وكذلك قياس تأثيره الفعلي في مشهد التعليم في المنطقة.
كيف يُقارن أداء الأطفال في المنطقة بأقرانهم على المستوى الدولي؟
ليوني: في مجال التعليم، نؤمن بأن أصحاب المصلحة كافة يتشاركون في النهاية الهدف نفسه، وهو ابتكار حلول تعليمية تُطلق العنان لإمكانات الأطفال، وتُمكّنهم من الازدهار في سوق عمل دائم التغيير، والإسهام في اقتصاد بلدانهم. وتحقيق نتائج تعليمية قوية هو جوهر هذه المهمة. وينطبق هذا بشكلٍ خاص على تطوير المهارات الشخصية، التي تشمل كفاءات أساسية مثل المرونة، والتفكير القائم على المشاريع، وحل المشكلات. فهذه هي المهارات التي ستُميّز قوى العمل في المستقبل، وتضمن أن يكون الطلاب مستعدين أكاديمياً وقادرين على التعامل مع التحديات الحقيقية في العالم. ومن خلال إعطاء الأولوية لتطوير المهارات القابلة للقياس، نهدف إلى ردم الفجوة بين التعليم واحتياجات سوق العمل، والمساهمة في تشكيل جيل يتمتّع بالمرونة والقدرة على دفع عجلة التقدم في المنطقة.
ما هي استراتيجية ليوني لتحقيق الدخل؟ وهل تعملون بشكلٍ أساسي مع المؤسسات التعليمية أو المبادرات الحكومية أم مع المستخدمين الأفراد؟
ليوني: تعتمد استراتيجيتنا لتحقيق الدخل حالياً على بيع التراخيص للمدارس، إذ تشتري المدارس التراخيص لاستخدام المنصة بناءً على عدد الطلاب، وتشمل كل رخصة ما يلي:
- تقييم رقمي في بداية العام الدراسي
- تطوير مسار تعلم شخصي لكل طالب
- خيار إجراء تقييم رقمي ثانٍ في نهاية العام الدراسي
- تحليلات شاملة حول تقدم الطلاب وتفاعلهم، متاحة للمعلّمين وإدارات المدارس
بالإضافة إلى ذلك، تعمل ليوني مباشرة مع أولياء الأمور. بعد التقييم الأولي وإعداد مسار التعلم الشخصي، يمكن لكلٍ من المعلمين وأولياء الأمور مراجعة نتائج الطفل، وإذا لزم الأمر، حجز جلسات تدريس فردية عبر الإنترنت. تُدفَع رسوم هذه الجلسات مباشرة من قِبل أولياء الأمور كجزء من حزمة منفصلة.
في هذه المرحلة، تعتمد استراتيجية أسعارنا على عدد الطلاب في كل مدرسة. فكلما زاد عدد الطلاب، انخفضت كلفة الاشتراك لكل فرد. يضمن هذا النهج قابلية التوسع والوصول، ما يُتيح للمدارس بمختلف أحجامها دمج حلنا بشكلٍ فعّال. وبينما نجمع مزيداً من المعلومات حول سلوكيات الشراء وهياكل الميزانية في المنطقة، نبقى مرنين في تعديل نموذج التسعير لدينا لرفع عدد المستخدمين والقيمة طويلة الأجل لشركائنا.
كم عدد مستخدمي ليوني الحاليين في المنطقة وكم عددهم على مستوى العالم؟ وما هي أهدافكم في النمو؟
ليوني: لدينا في الوقت الحالي 1,500 مستخدم في المنطقة، ولكننا بصدد إجراء محادثات مع العديد من المدارس التي تخدم مجتمعة أكثر من 10,000 طالب. هذا يضعنا في موقع نمو كبير في المستقبل القريب. على نطاق أوسع، تتضمن قاعدة بيانات ليوني بيانات من أكثر من 70,000 طفل، ما يعزّز مسارات التعلم المدفوعة بالذكاء الاصطناعي لدينا، ويوفّر أيضاً رؤى قيمة حول اتجاهات تطوير المهارات. يدفعنا ذلك نحو تطوير إمكاناتنا لتقديم تجارب تعليمية مخصصة وذات تأثير قوي.
ما هي أكبر فرص النمو التي ترونها لليوني في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؟ وعلى أي أسواق تركّزون بشكلٍ أكبر لتوسيع وجودكم؟
ليوني: أولويتنا الحالية هي تعزيز وجودنا في قطر من خلال توسيع نطاقنا، وزيادة الشراكات مع المدارس، وتوسيع استخدام منصتنا. إن تأسيس وجودنا بنجاح هنا سيوفّر الأساس للتوسع الإقليمي الأوسع في المستقبل. ونحن نتطلع إلى مستقبل واعد في أسواق أخرى رئيسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بما في ذلك السعودية، عُمان، الكويت، والإمارات. تستثمر هذه الدول بنشاط في تكنولوجيا التعليم وحلول التعليم المستقبلية، ما يجعلها خطوة طبيعية لتوسيع نطاق ليوني في المنطقة. هدفنا هو تقديم خبرتنا في مسارات التعلم الشخصية لجمهور أوسع، وضمان استفادة المزيد من الطلاب والمدارس في المنطقة من منصتنا.
كيف تؤثّر المبادرات الحكومية والإصلاحات التعليمية بدول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في استراتيجية نمو ليوني؟
ليوني: إن المبادرات الحكومية الأخيرة تدعم بشكلٍ كبير تطوير المهارات الشخصية، وهو اتجاه مشجع لفريقنا. نحن نشهد دفعاً قوياً نحو الرقمنة والأتمتة في التعليم، وهو تحول أساسي يعزّز الشفافية في العمليات التعليمية، كما يلعب دوراً حيوياً في تقليل إرهاق المعلمين.
مبادرة أخرى رئيسية هي تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي التي أصبحت اتجاهاً رئيسياً. قمة الويب 2025، التي عُقدت في مارس/آذار، عزّزت دور الذكاء الاصطناعي المتزايد في التعليم، ونحن نتوافق تماماً مع هذه الحركة. يمتلك الذكاء الاصطناعي القدرة على دفع التخصيص العميق في التعلم، وتحسين المحتوى التعليمي، وتحقيق تحسن كبير في نتائج التعلم.
بالإضافة إلى ذلك، نلاحظ التزاماً قوياً في المنطقة نحو تطوير رأس المال البشري، وهو مؤشر واضح على أن دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تفكّر بشكلٍ مستقبلي وتستثمر استراتيجياً في المستقبل. ونحن نفخر بأن ليوني قد حصلت بالفعل على التحقق الرسمي من وزارة التعليم في قطر، وهو إنجاز كبير في رحلتنا الإقليمية. يسهم ذلك في دعم اتجاهنا ورؤيتنا بأننا لا نتكيف مع هذه التحولات فحسب، بل ندعمها ونشكّلها بنشاط، ما يضمن أن منصتنا تشارك بشكلٍ ملموس في التحول التعليمي في المنطقة.
اقرأ أيضاً: 4 نصائح لتجنب الوقوع ضحية للمعلومات المضللة في منصات التواصل الاجتماعي
هل هناك أي تعاون أو شراكات في المنطقة تساعد ليوني على توسيع تأثيرها في تعليم المهارات الشخصية المدعوم بالذكاء الاصطناعي؟
ليوني: أحد أول شركاء ليوني الرئيسيين في المنطقة هو مركز تربية التعليمي في قطر. لقد كان دعمهم ذا أهمية كبيرة في مساعدتنا على التوطين وإجراء اختبارات تجريبية، ما يضمن أن تكون حلولنا متوافقة مع السياق المحلي. نفخر أيضاً بالحصول على دعم الشيخ سحيم بن أحمد بن سلطان جاسم آل ثاني، الذي تعزّز مشاركته جهودنا التنموية في قطر ويؤكد أهمية عملنا الاستراتيجية في المنطقة.
ما هي الاتجاهات الناشئة في تكنولوجيا التعليم والذكاء الاصطناعي التي تعتقد أنها ستدفع نمو ليوني في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؟
ليوني: نركّز بشكلٍ أساسي على تعزيز التخصيص المدعوم بالذكاء الاصطناعي في التعليم، خاصة في بناء مسارات تعلم مخصصة. إلى جانب ذلك، نرى إمكانات هائلة في الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتقييم المهارات. يعمل فريقنا بالفعل على دمج تقييمات المهارات الحركية الدقيقة والكلام باستخدام الذكاء الاصطناعي من خلال التقييمات عبر الفيديو والصوت. يعني هذا أن الطفل يمكنه التعبير عن ردوده أو محاكاة حركات اليد من فيديو، بينما يحلل النظام أنماط كلامه وينسق حركاته. هذه التقنيات مشابهة لتلك المستخدمة في تقييم الأداء الرياضي، وقد كنا مهتمين منذ فترة طويلة بتطبيقها في التعليم.
علاوة على ذلك، في الأيام القليلة الماضية، بدأنا استكشاف كيفية استخدام نماذج اللغة الكبيرة (LLMs) لتقييم الإبداع. هذا مجال مُثير للبحث وله آثار كبيرة على كيفية قياس ورعاية الابتكار لدى الطلاب. ومع ذلك، يكمن الاختراق الحقيقي في التقاطع بين الأتمتة المدعومة بالذكاء الاصطناعي وبيانات التنمية المعرفية. فمن خلال دمج قدرات الذكاء الاصطناعي مع نماذج التنمية المعرفية المعتمدة، يمكننا إنشاء حلول ثورية لا تقتصر على تحسين التعلم فقط، بل تُعيد تعريف كيفية قياس التقدم التعليمي وتوجيهه.