في القاعات الدراسية المستقبلية، إن وُجدت، من السهل أن نتخيل نهاية صراع تتألف أطرافه من أدوات الذكاء الاصطناعي التي تولّد الدروس والمواد الدراسية من جهة، وأدواته التي يستخدمها الطلاب خلسة لإنهاء مهامهم من جهة أخرى، وأدوات الطرف الثالث التي تحدد ما إذا نفذ الطلاب مهامهم بأنفسهم أم لا، يبدو ألّا حاجة للبشر في هذه العملية. إذا نظرت إلى ظاهر الضجة الإعلامية المحيطة بنموذج تشات جي بي تي (ChatGPT) فستعتقد أن هذا السيناريو محقق لا محالة، ولكنه ليس كذلك.
لكن رد الفعل على هذا البرنامج التجريبي الناجح، والذي أصدرته شركة أوبن أيه آي (OpenAI) في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2022 وسط الضجة الإعلامية الفورية، قادم لا محالة. ما عليك سوى النظر في كيفية تعامل المدارس مع التأثيرات الخارجية المحتملة للتكنولوجيا الأساسية الجديدة في أثناء جائحة كوفيد-19 لتدرك أن بوتات الدردشة مثل تشات جي بي تي قد تواجه ردود فعل مرتابة مشابهة، وضرورة ألا يحدث ذلك. عندما اضطر المدرسون للانتقال سريعاً إلى نموذج التعلم عن بعد قبل 3 سنوات، لجؤوا جميعهم إلى برنامج زووم الذي كان مخصصاً للشركات فقط آنذاك.
وسرعان ما شعروا بعد انتشاره الواسع بذعر من لجوء الطلاب إلى الغش إذا لم يخضعوا إلى مراقبة كافية. فقدّمت شركات تكنولوجيا التعليم الانتهازية المزيد من أدوات مراقبة الطلاب كحل لهذه المشكلة، مدّعية أن مراقبة الطلاب في منازلهم باقتحام غرف معيشتهم ومطابخهم وغرف نومهم هي الطريقة الوحيدة لضمان نزاهة الطلاب الأكاديمية وموثوقية الدرجات التي يعملون للحصول عليها. وبالفعل ظهرت آثار المشكلة نفسها في وسط الأعمال المكتبية.
اقرأ أيضاً: يكتب الاختبارات ويصحح الإجابات: هل يهدد تشات جي بي تي التعليم العالي؟
نلاحظ الآن الظاهرة نفسها بعد انتشار نموذج تشات جي بي تي والمخاوف بشأن غش الطلاب. يشعر المعلمون والمدرسون بالفعل بالقلق بشأن استخدام هذه التكنولوجيا للتحايل على المهام. كما بدأت الشركات بترويج الأدوات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي الخاصة بها لحماية جوهر عملية التعليم من تبعات النماذج مثل تشات جي بي تي.
هل انتهت حقبة تأليف مقالات الكليات؟
خذ بعين الاعتبار العدد الهائل من المقالات التي تدفعنا للاعتقاد أن نظام التعليم بأكمله، وليس فقط صفوف اللغة الإنجليزية، معرض للخطر بسبب هذه التكنولوجيا. أعلنت مجلة ذي أتلانتيك (the Atlantic) في عدة مقالات منفصلة عما دعته "نهاية عملية تعليم اللغة الإنجليزية في المدارس الثانوية"، وادّعت أن "حقبة تأليف مقالات الكليات انتهت". أكّد أحد المؤلفين في مقال رأي نُشر في مجلة بلومبرغ (Bloomberg) أن نموذج تشات جي بي تي "سيساعد بالتأكيد في إنهاء حقبة المقالات الجامعية". وبيّنت ورقة بحثية نُشرت حديثاً أن نموذج جي بي تي-3 (وهو النموذج السلف لنموذج تشات جي بي تي) نجح في اختبار ماجستير إدارة الأعمال الذي أجراه أستاذ في كلية وارتن للأعمال التابعة لجامعة بنسلفانيا.
شركات التكنولوجيا: نحو بيع الداء والدواء معاً
في كل مرة تُثار فيها المخاوف حول السرقة الأدبية بمساعدة التكنولوجيا في المدارس والجامعات، كن متأكداً من أنه سيتم الترويج لأدوات الكشف عن السرقات الأدبية كحلول. ترافقت موجة المقالات التي تم تأليفها باستخدام نموذج تشات جي بي تي مع مجموعة كبيرة من المقالات التي تروّج لطرق كشف المحتوى المولد باستخدام هذا النموذج.
قضى طالب في جامعة برينستون جزءاً كبيراً من العطلة الشتوية في تطوير تطبيق يحمل اسم جي بي تي زيرو (GPTZERO)، والذي يمكن استخدامه لتحديد ما إذا تم تأليف النصوص من قبل البشر أو نموذج تشات جي بي تي. روّجت شركة تيرن إت إن (Turnitin) التي تعتبر من أكبر الشركات المتخصصة في كشف السرقات الأدبية حلولها الخاصة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي لهذه المشكلة الجديدة. كما تم الإبلاغ عن أن المدرسين في جميع أنحاء الولايات المتحدة كشفوا أن بعض الطلاب قاموا بتقديم المقالات التي ألّفها نموذج تشات جي بي تي.
اقترحت شركة أوبن أيه آي نفسها في محاولة لبيع الداء والدواء في الوقت نفسه استخدام أدوات الكشف عن السرقات الأدبية أو نوع ما من العلامات المائية الرقمية التي تنبه المستخدمين إلى أنه تم تأليف النصوص باستخدام نموذج تشات جي بي تي. لسوء الحظ، فالأداة التي تم إصدارها "ليست فعّالة تماماً"، وفقاً لشركة أوبن أيه آي.
تدفعنا هذه الدورة من استخدام التكنولوجيا لأغراض مشبوهة ثم استخدامها لحل المشكلة إلى طرح السؤال التالي: ما سبب تكرار هذه الدورة؟ على الرغم من أن السرقة الأدبية مشكلة بديهية يدركها المعلمون وأساتذة الجامعات عند التفكير في هذا النوع من التكنولوجيا، هناك أسئلة أكثر أهمية يجب علينا التفكير فيها، وهي أسئلة يتم تجاهلها عند التركيز على تصنيف الطلاب كغشاشين والحث على استخدام الذكاء الاصطناعي لكشف الغش.
على سبيل المثال، "ما تبعات استخدام التكنولوجيا التي تم تدريبها باستخدام بعض من أسوأ النصوص المتوفرة على الإنترنت؟"، وأيضاً، "ما معنى أن نعتمد على الآلات في الإنشاء والابتكار؟".
اقرأ أيضاً: المدارس تتسابق على حظر بوت تشات جي بي تي وطلاب يطوّرون برمجيات تكشفه
في الأصل، ما معنى الاعتماد على الآلات في الابتكار؟
يتطلّب أحد أكثر التفاصيل المثيرة للاهتمام والمتعلقة بنموذج تشات جي بي تي الانتباه الدقيق لتغيّر القيم الأخلاقية الخاصة بالذكاء الاصطناعي.
أكد الرئيس التنفيذي لشركة أوبن أيه آي، سام ألتمان (Sam Altman)، في مقابلة أجريت معه مؤخراً وجود الحاجة إلى التكيّف مع تكنولوجيا النصوص التوليدية؛ وقال: "أتصور أننا تكيّفنا مع اخترع الآلات الحاسبة وغيّرنا معايير الاختبارات في صفوف الرياضيات". يمكننا أن نكشف عن ممارسة يتم اتباعها منذ عقود في النقاشات فيما قاله ألتمان، وهي تخمين العاملين في مجال التكنولوجيا للطريقة التي قد يتكيّف وفقها المعلمون مع التكنولوجيا الجديدة. "يتصوّر" ألتمان ما اضطررنا "نحن" (المعلمون) إلى "تغييره" في الاختبارات التي نجريها بسبب اختراع الآلات الحاسبة. لكن ما لم تفعله شركة أوبن أيه آي على الأرجح خلال تطوير نموذج تشات جي بي تي، هو أخذ تأثيرات هذا النموذج في العملية التعليمية بعين الاعتبار.
بدلاً من "تصوّر" تأثيرات نموذج تشات جي بي تي في الصفوف الدراسية، سيتعين على المعلمين تعديل المناقشات والأنشطة والتقييمات التي يقومون بها بما يتوافق مع البيئة المتغيرة التي أسهم هذا النموذج في إنشائها. تعتبر بعض أساليب التكيّف هذه مثيرة. كما هو الحال عندما بدأ الكثير من المدرسين باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الصفوف الدراسية بهدف ربط الطلاب بالمفكرين خارج الصفوف أو التعاون اللحظي في العمل على المستندات التي تتم مشاركتها.
من ناحية أخرى، يشبه تطبيق بعض من هذه الأساليب ما نفعله عندما نضطر لوضع خطط الطوارئ بهدف التعامل مع حوادث إطلاق النار في المدارس. على الرغم من أننا ننجز العمل المطلوب، فإن هذا التكيّف يمكن تجنّبه ويصرف انتباهنا عن عملنا الأساسي.
اقرأ أيضاً: هل يمكن استخدام تشات جي بي تي لكتابة مقالات ويكيبيديا؟
يمكننا أيضاً أن نتخيل سيناريو آخر. خذ بعين الاعتبار متطلبات إجراء الاختبارات المتعلقة بالأدوات مثل تشات جي بي تي في العملية التعليمية، كتشكيل مجموعات التركيز والاستفادة من خدمات الخبراء وإجراء التجارب. لا شك أن هناك قدرة على تمويل هذه الاختبارات. تتلقى شركة أوبن أيه آي الفوائد الاستثمارية من العديد من المصادر؛ إذ إن شركة مايكروسوفت استثمرت مؤخراً 10 مليارات دولار في هذه الشركة بعد منحها مليار دولار عام 2019. كما أنها أطلقت خدمة ستتيح للشركات مكاملة النماذج التي تطورها، مثل تشات جي بي تي، في أنظمتها الخاصة.
في جميع هذه المناقشات، من الضروري فهم ماهية أداة تشات جي بي تي، أو بشكل أكثر دقة، ما العوامل المتطلبة لوجودها. دفعت شركة أوبن أيه آي لشركة التعهدات الخارجية، ساما (Sama) مبلغاً قدره 200 ألف دولار لتعليم نموذج تشات جي بي تي كيفية تجنّب إنتاج المخرجات العنفية والعنصرية والمميزة على أساس الجنس. وتلقّى العمال في هذه الشركة تعويضات تتراوح بين 1.50 دولار ودولارين في الساعة لمنع هذا النموذج من تقليد أسوأ السلوكيات البشرية. أفاد العمال المقيمون في كينيا والذين قابلتهم مجلة تايم (Time) بأنهم تعرضوا "لأضرار عقلية" نتيجة للقيام بهذا العمل. هل من المفاجئ أن شركة أوبن أيه آيه تريد دفع طلاب المدارس لاستخدام أداتها "التخريبية" وتقديم نصيحة مفادها أن يتعامل معها الناس كآلات حاسبة؟ يجب ألا يكون ذلك مفاجئاً.
أدوات تخريبية لا توليدية
سيضطر المعلمون في العديد من المستويات في النظام التعليمي للتكيّف مع تبعات استخدام الطلاب للنصوص المولدة باستخدام الذكاء الاصطناعي في السنوات القادمة. سيستخدم بعض المعلمين الأدوات مثل تشات جي بي تي لمساعدتهم في الكتابة، بينما سيحتجز البعض الطلاب الذين تبدو مقالاتهم مولّدة بشكل آلي ويستجوبوهم. منحنا نموذج تشات جي بي تي الكثير من الأمور المثيرة للاهتمام لنتخيلها ونقلق بشأنها. مع ذلك، الأمر الوحيد الذي يمكننا التأكّد من صحته هو أن شركة أوبن أيه آي لا تهتم لأمر المعلمين كثيراً؛ إذ إنها قررت إحداث اضطراب في العالم والمضي قدماً دون التفكير بالطريقة التي يجب على المدارس التعامل وفقها مع هذا النموذج.
لجأ أغلب مؤلفي المقالات المتعلقة بتكنولوجيا النصوص المولدة باستخدام الذكاء الاصطناعي إلى حجة جذابة ولكنها معيبة. تنص هذه الحجة على أن هذا النوع من التكنولوجيا باقٍ لا محالة، ويجب علينا التكيّف معه. يقال لنا إن ما حدث مضى ولا يمكننا تغييره. لكن في أغلب الحالات يستخدم الأشخاص هذه الحجة بعد أن يتسبب حدث ما في ضرر لا يمكن التراجع عنه. يصف الكاتب والمنظر مايكل ساكاساس (Michael Sacasas) هذه الحجج بأنها ما يسميه "عقدة بورغ". إن الادعاء بأن مقاومة نوع معين من التكنولوجيا غير مجدية هي نقطة نقاش مفضلة للعاملين في مجال التكنولوجيا الذين يطوّرون أنظمة تحتوي على عدد قليل من القيود (إذا احتوت عليها في المقام الأول) ويطلقونها في العالم، ثم يضعون العبء على عاتق المجتمع للتعامل مع معظم المشكلات التي تنشأ بسبب هذه الأنظمة.
لنعد إلى الصراع الذي تحدّثنا عنه في بداية المقال. عندما تتأثر دورة حياة نشاط خاص بالصفوف الدراسية في كل مرحلة من مراحله (مثل تصميم المهام وعمل الطلاب وتقييمهم) بإحدى أدوات الذكاء الاصطناعي، قد يدعي داعمو التكنولوجيا أن قدرة الطلاب والمعلمين على التفكير النقدي ستزداد لأن عملية توليد الأفكار، وهي المرحلة الأصعب في الكتابة، لا تستهلك الوقت. وفقاً لهذا الكلام، فإن نموذج تشات جي بي تي يصبح بمثابة آلة حاسبة، ولكنها لغوية بدلاً من عددية.
التأكيد أن الذكاء الاصطناعي "سيحرر العمال ويمنحهم الفرصة للتركيز على الأعمال التي تتطلب المزيد من التفكير، والتي يمكن أن تكون مربحة في أحسن الأحوال" خاطئ في المقام الأول. عندما يتعلق الأمر بالكتابة، وكل ما يتبعها، فالعمل سيكون شاقاً في جميع الأحوال. إن امتلاك فكرة وصياغتها لغوياً ثم التحقق من أن اللغة المستخدمة تعبّر عن الفكرة بشكل صحيح هي عملية معرفية غيّرت طبيعة البشر. تجبرنا هذه العملية على خوض حوار مع أنفسنا ومع الآخرين أيضاً في الكثير من الأحيان.
تحرمنا الاستعانة بآلات الذكاء الاصطناعي لتوليد الأفكار من عملية المراجعة التي يحفّزها التفكير في أدمغتنا. ناهيك عن أن الاختلاف الأهم بين الآلات الحاسبة ونموذج تشات جي بي تي هو أن الآلة الحاسبة لا يتعين عليها التحقق من صحة الإجابات التي تقدمها من خلال مقارنتها بمختلف النصوص السيئة والمحرضة على الكراهية التي تنشر على الإنترنت.
قواعد بيانات فوضوية تضر بكامل العملية التعليمية
قد يبدو هذا الكلام مثالياً بالنسبة لك، لكن الصفوف الدراسية هي الأماكن الأكثر شيوعاً في العالم التي يمكن أن يجد فيها الأشخاص المعنى الجماعي في الحياة. لا ينطبق هذا الكلام على جميع الصفوف الدراسية، ولكن عندما يتخلى الطلاب والمعلمون عن توليد الأفكار لصالح نسخة محدّثة من برامج التصحيح الآلي، يبدأ احتمال التعلّم الجماعي بالانخفاض. لا يفكّر الأشخاص الذين يحاججون قائلين إن "تشات جي بي تي هو واقع حتمي سواءً اقتنعنا بذلك أم لا، وعلينا التكيّف معه" بهذا المستقبل التشاؤمي. تتولّد القناعة بأنه علينا التكيّف مع أداة للكتابة معتمدة على الذكاء الاصطناعي فقط لأنه تم تطويرها عن قصر نظر لا أكثر.
من الناحية التعليمية، إن التركيز على العمل الشاق المتمثل في توليد الأفكار والتعامل معها، من مرحلة تطور الأفكار حتى زوالها واستبدالها بأخرى أفضل منها، هو الوقت الأثمن الذي يمكن أن نقضيه مع الطلاب. وما نفعله هو أننا نتخلى عن هذا الوقت لصالح التكنولوجيا الجديدة وقواعد البيانات الفوضوية المتمثلة في الإنترنت، معرّضين الطلاب للخطر.
اقرأ أيضاً: تشات جي بي تي يرسب في الفيزياء ولا يفهم الأسئلة المعقدة
ربما يكون هذا الوقت مناسباً لمراجعة أنفسنا وتطوير حلول أكثر فاعلية لما حدث وما قد يحدث في المستقبل. بدلاً من زيادة المراقبة التي نمارسها على الطلاب واستخدام أدوات الكشف التي تعتبر غير موثوقة وغير متسقة في أحسن الأحوال، يمكن للمدرسين خوض المحادثات مع الطلاب حول مخاطر استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي المولدة للنصوص. في الوقت نفسه، يجب علينا أن نواصل تصميم الأنشطة والتقييمات التي من شأنها أن تجعل العمل في الصفوف الدراسية أكثر دقة وتجريبية. (على الأرجح أن نموذج تشات جي بي تي لن يؤدي بكفاءة في عمليات الرصد المجتمعية أو المقابلات المحلية).
بالإضافة إلى ذلك، علينا أن نصر على أن تقوم شركات الذكاء الاصطناعي باستشارة المعلمين والبحث في تبعات الأدوات الجديدة التي ستطورها. من ناحية أخرى، يجب علينا أيضاً أن نبذل الجهد لنتجنب أن تُفرض علينا التكنولوجيا غير المثبتة في المستقبل. اتخذت الولايات المتحدة خطوات كبيرة في ممارسة الرقابة على القطاعات الرئيسية الأخرى، مثل قطاع إنتاج التبغ والأدوية وتصنيع السيارات.
سيستفيد المعلمون أو المواطنون بشكل عام، من إجراء المحادثات العامة والتأملية التي يحفّزها البحث أكثر مما يحفزها توقّع الأرباح. وفي غضون ذلك، تجاهل الأدوات الجديدة التي يُدّعى أنها تكشف النصوص المولدة؛ لا نريد أن نعزز رواج الأدوات مثل تشات جي بي تي في المستقبل.