كيف ستؤثر الحرب الروسية الأوكرانية على صناعة الفضاء الأميركية؟

3 دقائق
كيف ستؤثر الحرب الروسية الأوكرانية على صناعة الفضاء الأميركية؟
حقوق الصورة: شترستوك. تعديل إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية.

أوقفت روسيا تسليم محركات الصواريخ إلى الولايات المتحدة رداً على العقوبات غير المسبوقة التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها على روسيا بسبب الحملة على أوكرانيا، لكن شركة إطلاق الصواريخ الفضائية "يونايتد لانش آليانس" (United Launch Alliance) المملوكة لشركة بوينج ولوكهيد مارتن صرحت بأن لديها ما يكفي من هذه المحركات للمهام القادمة.

وفي تصريح لديمتري روجوزين، المدير العام لوكالة الفضاء الروسية روسكوزموس حول العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها على روسيا قال: "في مثل هذه الحالة، لم يعد بإمكاننا تزويد الولايات المتحدة بمحركاتنا الصاروخية ذات المستوى العالمي".

لكن الولايات المتحدة الأميركية تخطط منذ فترة طويلة لإنهاء اعتمادها على محركات الصواريخ الروسية، إلا أن الجهود لتحقيق الاكتفاء الذاتي كانت بطيئة بسبب التحديات التقنية والمالية.

على الرغم من ذلك، يبدو أن مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية ليسوا قلقين بشأن قدرة الولايات المتحدة على الوصول إلى الفضاء. فحالياً، لدى شركة يونايتد لانش آليانس، وهي شركة إطلاق بعثات فضائية مملوكة لشركتي بوينج ولوكهيد مارتن الأميركيتين، ما يكفي من محركات RD-180 روسية الصنع لإطلاق صاروخ Atlas V. وفقاً لتصريح أدلت به جيسيكا راي، المتحدثة باسم يونايتد لانش آليانس وجاء فيه: "لدينا اتفاقيات للدعم الفني وقطع الغيار، ولكن إذا لم يكن هذا الدعم متاحاً، سنظل قادرين على تشغيل برنامج أطلس الخاص بنا بأمان ونجاح". وأضافت أن الشركة تخطط لمواصلة استخدام هذه المحركات حتى عام 2024 على الأقل.

تخطط الشركة حالياً لـ 22 عملية إطلاق، لذا فإنها قد تضطر إلى تحويل عمليات إطلاق بعض هذه العمليات إلى صاروخ بديل هو الصاروخ فولكان.

من المتوقع أن يتم تشغيل صاروخ فولكان بمحركات طورتها شركة بلو أوريجين (Blue Origin)، وهي شركة الفضاء التي أسسها جيف بيزوس مؤسس شركة أمازون. عانت بلو أوريجين من تأخير في تسليم المحركات، لكن من المتوقع أن يكون برنامج فولكان جاهزاً بشكلٍ جيد هذا العام.

اقرأ أيضاً: الحرب الروسية الأوكرانية قائمة منذ سنوات في الفضاء السيبراني

ما المثير للقلق حيال محركات RD-180؟

سلمت روسيا 122 محركاً من طراز RD-180 للولايات المتحدة منذ التسعينيات، تم استخدام 98 منها، وقال روجوزين إن روسيا لن تدعم المحركات الـ 24 المتبقية.

وقد أكدت وكالة الفضاء الروسية روسكوزموس ما قاله مديرها، ونشرت تغريدة على تويتر تقول إنها ستتوقف عن تسليم الولايات المتحدة محركات من طراز RD-181.

ليست شركة يونايتد لانش آليانس الشركة الوحيدة التي تعتمد على محركات RD-180 الروسية، فشركة نورثروب غرومان (Northrop Grumman) أيضاً تستخدم هذا الطراز من المحركات في صاروخ أنتاريس الذي يعتبر ضرورياً لنقل الإمدادات إلى محطة الفضاء الدولية.

في إيجاز الشهر الماضي حول أحدث عملية إطلاق، قال كيرت إبرلي، مدير برامج إطلاق الفضاء لوحدة أنظمة الإطلاق والدفاع الصاروخي في شركة نورثروب غرومان، إن الشركة لديها جميع الأجهزة التي تحتاجها لإكمال مهام الإمداد، وأضاف أن هناك اختبارات ستجريها الشركة في شهر أبريل/نيسان القادم.

تعتمد وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" على عدة شركات خاصة لإطلاق مهماتها، مثل شركة سبيس إكس التي يملكها إيلون ماسك، والتي تطلق بعثات نقل المواد ورواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية. كما تطلق سبيس إكس أقماراً صناعية لصالح الحكومة الأميركية.

بعد تعليق روجوزين الذي قال فيه يوم الخميس: "دعهم يطيرون على شيء آخر، عصا المكنسة، لا أعرف ماذا". رد إيلون ماسك بتغريدة على تويتر، حيث نشر مقطع فيديو للمركبة الفضائية التي طورتها شركة سبيس إكس، وكتب قائلًا "عصا مكنسة أميركية".

 

اقرأ أيضاً: إيلون ماسك يفعّل أقمار ستارلينك لتوفير الإنترنت الفضائي في أوكرانيا

الحرب الروسية الأوكرانية تؤثر على قطاع الفضاء

أثرت تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على التعاون في مجال الفضاء. فقد أثارت وكالة الفضاء الروسية شكوكاً حول إمكانية مشاركتها مستقبلاً في محطة الفضاء الدولية، وعلقت تعاونها مع موقع الإطلاق الأوروبي في غويانا الفرنسية.

وصرحت شركة الإنترنت "ون ويب" (OneWeb) المملوكة جزئياً لحكومة المملكة المتحدة يوم الخميس بأنها ستعلق إطلاق الأقمار الصناعية من قاعدة بايكونور الفضائية التي تديرها روسيا في كازاخستان، وذلك لأن وكالة الفضاء الروسية قالت في اليوم السابق إنها ستحظر إطلاق أقمار الاتصالات التابعة للشركة، ما لم تقدم ضمانات بعدم استخدامها لأغراضٍ عسكرية.

اقترحت وكالة الفضاء الروسية أن تسحب المملكة المتحدة حصتها من شركة ون ويب لتخفيف مخاوفها، وهي فكرة رفضتها الحكومة البريطانية على الفور.

اقرأ أيضاً: كيف يمكن للهجمات السيبرانية الروسية في أوكرانيا أن تنتشر عالمياً؟

الولايات المتحدة وحلفاؤها ليسوا قلقين

لا يبدو أن الولايات المتحدة وحلفائها قلقين من هذا التصعيد الروسي، فهم يخططون منذ سنوات لإيجاد مخرج من الاعتماد على محركات الصواريخ الروسية، وعلى الرغم من أنهم ليسوا مستعدين لتحقيق الاكتفاء الذاتي في الوقت الحالي، إلا أنهم سيصبحون قريباً قادرين على ذلك، وحالياً تملك الشركات الأميركية الخاصة 24 محركاً من طراز RD-180، هذه المحركات تكفي لتشغيل صواريخ الفضاء حتى تصبح المحركات الأميركية متاحة وجاهزة للاستخدام.