دفعت الأزمات العالمية المتتالية مثل جائحة كوفيد-19، والتضخم، وارتفاع الأسعار، وتذبذب حركة الأسواق على نحو غير متوقع، الكثيرين إلى البحث عن طرق مختلفة لتنويع استثماراتهم. وبدت فكرة الاستثمار في الأسواق المالية، ولا سيما العملات الرقمية والافتراضية، أكثر إغراءً بعد ترويج عدد من المشاهير والأثرياء من حول العالم لها كمصدر جديد لتحقيق الأرباح.
وعلى الرغم من أن سوق العملات المشفرة لا يزال جديداً ومتذبذباً ومن المستحيل التنبؤ به، خاصة بعد تراجع قيمة العملات المشفرة بشكل مفاجئ هذا العام، فإن ما يستطيع الخبراء الإجماع عليه هو وصفه باستثمار جيد في حال كنت تعلم بمخاطره العالية، فقد تربح منه الكثير، وقد تخسر كل أموالك في لحظة واحدة.
لذلك، هناك بعض الأمور المهمة التي يجب أن تضعها في اعتبارك قبل التفكير في تداول العملات الافتراضية، والتي يوضحها في هذا المقال، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة في أي ماركتس (VI Markets)، طلال العجمي، والذي اختير ضمن قائمة فوربس لـ"أقوى الرؤساء التنفيذيين في الشرق الأوسط 2022"، كما حاز لقب "أفضل رئيس تنفيذي ناشئ للتداول لعام 2022" من قبل جلوبال بزنس أوتلوك (Global Business Outlook). إذ سيرافقنا خلال المقال ليجيب عن كافة الأسئلة المتعلقة بتداول العملات المشفرة، خاصة أن شركته في أي ماركتس هي الممثل الرسمي لشركة ون فايننشال ماركتس المتخصصة بالأسواق العالمية والتداول الإلكتروني في الكويت والشرق الأوسط.
ما هي العملات المشفرة؟
العملات المشفرة هي أحد أشكال العملات الرقمية، المدعومة بأنظمة التشفير، يتداولها الأشخاص فيما بينهم من خلال نظام فحص المعاملات دون الحاجة إلى وسيط مثل الحكومة أو البنك أو شركة ائتمان، وتقوم شبكة من الحواسيب أو الأجهزة المتخصصة بعملية تسجيل المعاملات والتحقق من صحتها وتنظيمها بواسطة سلاسل الكتل أو ما يعرف بـ"البلوك تشين" (Blockchain).
هل العملة المشفرة آمنة؟
يذهب الكثيرون إلى القول إن العملات المشفرة أحد أساليب الثراء السريع، غير أنها لا تزال غير مضمونة وبالتالي غير آمنة النتائج. لذا، إذا أردت الاستثمار بالعملات المشفرة وتداولها فلا يكفي أن تبحث عن مزاياها وأرباحها، وإنما يجب أن تعي جيداً مخاطرها. يروّج الخبراء للعملات المشفرة باعتبارها غير مركزية، إذ تسمح بتحويل الأموال مباشرة بين طرفين دون الحاجة إلى طرف ثالث موثوق به، كما أن سوق العملات الرقمية يعمل 24 ساعة طيلة الأسبوع على عكس الأسواق المالية التقليدية التي تعمل لساعات محددة باليوم، إضافة إلى توفير الخصوصية وإمكانية تحقيق ربح سريع.
وفي المقابل، هناك عيوب لهذه العملات، مثل عدم خضوع الاستثمار بها لمعايير السوق التقليدي، إذ تكون البيانات دون فائدة في أغلب الأحيان، كما يسهل استخدامها في عمليات غير مشروعة، إضافة إلى تذبذبها وفقاً لعوامل متعددة، ما يقود المستثمر أحياناً إلى خسارة جزء كبير من أمواله، وأحياناً جميعها.
فعلى سبيل المثال، تجاوز سعر البيتكوين 60 ألف دولار أميركي في مارس/ آذار 2022، وبعد 3 أشهر فقط، انخفض سعر البيتكوين إلى أقل من 20 ألف دولار.
يُرجع الخبير بمجال التداول والاستثمار، طلال العجمي، الطلب المرتفع على عملة البيتكوين تحديداً إلى خطط التيسير من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي، والتي رفعت بدورها أسعار البيتكوين إلى أعلى مستوى عند 68 ألف دولار، موضحاً أنه في المقابل انخفضت أسعار العملات بسبب العديد من العوامل ومن ضمنها قرارات البنوك المركزية برفع الفائدة لمواجهة التضخم. وستشهد أسواق العملات المشفرة انتعاشاً كبيراً، وفقاً لطلال العجمي، بمجرد توقف البنك الاحتياطي الفيدرالي رفع الفائدة.
أفضل طرق تداول العملات المشفرة
والآن، حان وقت التطرق للنقطة الأكثر إثارة، وهي طرق تداول العملات وتحقيق أرباح من ورائها. هناك طريقتان لتداول العملات المشفرة، تتيحهما شركة في أي ماركتس (VI Markets)، وهما التداول بالعقود مقابل الفروقات فيما يعرف بـ(CFD) وتداول الأصول المشفرة (Crypto Assets). فماذا تعني كل منهما وما ميزاتهما؟
يوضح طلال العجمي أن العقود مقابل الفروقات أو عقود الفروقات هي مشتقات مالية تتيح للمتداولين والمستثمرين تداول مجموعة واسعة من الأصول والأوراق المالية دون الاحتفاظ بالأصل الأساسي، غير أنها تستمد قيمتها منه. ويستطيع المتداول هنا الاستفادة من تحركات الأسعار سواء كانت صعوداً أو هبوطاً، لأنه يضارب هنا على الفروق السعرية بين وقت البيع والشراء. تكون هذه العقود بمثابة وسيط بين الطرفين في عمليتي الشراء والبيع، ويكون المتداول هنا إمّا مشترياً وإمّا بائعاً. فيبسط طلال العجمي الأمر بطريقة أكثر وضوحاً، ضارباً المثال التالي: إذا قام المتداول "س" بشراء أونصة ذهب بقيمة 1,000 دولار، وباعها المتداول "ص" بالسعر نفسه، وبعد أيام ارتفع سعر أونصة الذهب ليصبح 1,005 دولارات، فهذا يعني أن المتداول "س" ربح 5 دولارات للأونصة، وفي المقابل يخسر المتداول "ص" 5 دولارات للأونصة. والعكس صحيح، إذا هبط سعر الأونصة 5 دولارات، فيصبح الرابح هنا هو البائع "ص"، والخاسر هو المشتري "س".
يعد هذا النوع من التداول منتشراً خاصة بين المبتدئين المهتمين بفروق الأسعار والذين لا يرغبون في التعاملات الرقمية وتخزين العملات، ولا يتطلب تداولها أن تمتلك العملة ذاتها، كما أن المحفظة الاستثمارية هنا متنوعة للغاية إذ تحتوي على عدد كبير من الأصول التي تتنوع بين الأسهم والعملات التقليدية والعملات المشفرة، إضافة إلى ميزة مهمة للغاية وهي إمكانية الاستفادة من الرافعة المالية؛ أي تداول قيمة كبيرة دون الالتزام بالتكلفة الكاملة في البداية. وتبدأ من 10:1 وتصل إلى 40:1؛ بمعنى أنه إذا أراد المتداول فتح مركز يُعادل 500 عملة رقمية، مع التداول العادي، سيضطر إلى دفع التكلفة الكاملة لها مقدماً، ولكن مع عقود الفروقات، سيحتاج إلى وضع 20% من التكلفة أو أقل.
الطريقة الأخرى لتداول العملات الرقمية هي تداول الأصول المشفرة؛ أي شراء المتداول الأصول الرقمية سواء العملة الافتراضية أو غيرها، والاحتفاظ بها لفترة حتى يرتفع سعرها، ويتم ذلك غالباً عبر إعداد محفظة خاصة لحفظ وتأمين الأصول الخاصة بها لحمايتها من عمليات الاختراق التي قد تحدث للمنصات التي يتداول من خلالها. وتحظى هذه الطريقة بشعبية لدى المستثمرين المهتمين باستثمارات طويلة نسبياً، وتختلف عن الطريقة الأولى في أن المتداول لا بُدّ أن يمتلك العملة، ويدفع ثمنها كاملاً مقدماً، ويستفيد من صعودها فقط.
وهنا، ينصح رجل الأعمال طلال العجمي المستثمرين الجُدد بضرورة اختيار منصة للتداول موثوق بها لتسهيل تداولك وحمايته، وتتيح شركة في أي ماركتس (VI Markets) تداول العملات الرقمية من خلال منصات التداول الأكثر شعبية بين المتداولين وهما (MT4) و(MT5)، كما تقدم رافعة مالية عالية للعملات الرقمية تصل إلى 1:200 لعملة بيتكوين، و1:100 لعملة إيثريوم.
ختاماً، يرى خبير التداول أن تنويع المحفظة الاستثمارية للفرد يبقى وسيلة آمنة في ظل تذبذب الوضع الاقتصادي، ولكن لا بُدّ أن يعي الفرد ميزات كل وسيلة استثمارية ومخاطرها، ويلجأ إلى المتخصصين في كل مجال للاستفادة من خبراتهم. ولذلك، يقدم طلال العجمي نصائح للمقبلين على هذه التجربة من خلال سلسلة من الفيديوهات، سارداً كل جديد في قطاع الاستثمار والتداول، وعارضاً مميزات ومخاطر كل خطوة استثمارية جديدة، كي يكون المتلقي على دراية واسعة قبل الإقدام على أي خطوة.