تقرير جديد من جوجل: هكذا يستخدم القادة الذكاء الاصطناعي في عملهم

3 دقيقة
تقرير جديد من جوجل: هكذا يستخدم القادة الذكاء الاصطناعي في عملهم
حقوق الصورة: Shutterstock.com/ImageFlow

سلط تقرير جديد صادر عن شركة جوجل الضوء على ملامح التحول الحقيقي في استخدام الذكاء الاصطناعي داخل الشركات الكبرى. واستند التقرير إلى استطلاع رأي شمل 3500 رئيس تنفيذي في شركات عالمية تحقق كل منها أكثر من 10 ملايين دولار سنوياً وتوظف أكثر من 100 موظف، وركز على فهم كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي فعلياً في بيئات العمل، وما إذا كانت الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي قد بدأت تحقق عوائد ملموسة.

النتائج كشفت أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد تقنية واعدة، بل أصبح أداة عملية في مجالات حيوية مثل التسويق والأمن السيبراني وخدمة العملاء. أكثر من نصف المشاركين أكدوا أن الذكاء الاصطناعي ساعدهم على تحسين الأداء التسويقي، بينما أشار آخرون إلى دوره في تقليل الحوادث السيبرانية وتحسين رضا العملاء. ومع ذلك، فإن العائد المالي المباشر لا يزال محل نقاش، حيث أظهرت النتائج أن الإنتاجية ارتفعت بشكل ملحوظ، لكن الأرباح لم ترتفع بالوتيرة نفسها.

فيما يلي شرح تفصيلي لأبرز ما جاء في التقرير:

1. الذكاء الاصطناعي في التسويق

أفاد 55% من الرؤساء التنفيذيين بأن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءاً أساسياً من أدواتهم التسويقية. الذكاء الاصطناعي التوليدي يساعد على تحليل سلوك العملاء وتوليد المحتوى الإعلاني وتحرير النصوص بشكل أسرع وأكثر دقة.

في قطاع الإعلام والترفيه، ارتفعت النسبة إلى 60%، ما يعكس اعتماداً أكبر على الذكاء الاصطناعي التوليدي في صياغة الرسائل التسويقية وتخصيصها للجمهور المستهدف.

أفاد المشاركون بأن هذه الأدوات تتيح للشركات تقليل التكاليف التشغيلية وتسريع الحملات وتحسين نتائجها من خلال استهداف الجمهور بشكل أكثر دقة.

اقرأ أيضاً: كيف يستخدم القادة الذكاء الاصطناعي لتوقع المخاطر وتحسين الأداء؟

2. الذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني

أشار 49% من الرؤساء التنفيذيين المستطلعة آراؤهم إلى أن الذكاء الاصطناعي أسهم في تحسين أمن المعلومات داخل شركاتهم. من بين هؤلاء 53% أكدوا أن عدد الحوادث الأمنية انخفض بعد اعتماد أدوات وحلول مدعومة بالذكاء الاصطناعي. هذه الحلول تشمل أنظمة كشف التسلل التلقائي، وأدوات تحليل الحوادث في الوقت الفعلي، ما يرفع من قدرة الشركات على الاستجابة السريعة وتقليل الأضرار. هذا الاستخدام يعكس تحول الذكاء الاصطناعي من أداة تحليلية إلى عنصر دفاعي نشط في البنية التحتية الرقمية.

3. الذكاء الاصطناعي في خدمة العملاء

كشف التقرير أن 62% من الرؤساء التنفيذيين لاحظوا تحسناً في خدمة العملاء بفضل الذكاء الاصطناعي، كما أفاد 75% منهم بأن رضا العملاء ارتفع بشكل واضح هذا العام نتيجة استخدام الذكاء الاصطناعي.

الأدوات المستخدمة لخدمة العملاء التي تم الحديث عنها هي بوتات الدردشة وأنظمة التوصية وتحليل سلوك المستخدمين، التي يتيح تجربة أكثر تخصيصاً وتفاعلاً. هذا التحسن لا ينعكس فقط على رضا العملاء، بل يسهم أيضاً في تعزيز الولاء وتقليل معدلات الانسحاب.

4. العائد على الاستثمار

على الرغم من الاستخدام الواسع، فإن 40% فقط من المستطلعة آراؤهم قالوا إن الذكاء الاصطناعي أدى إلى نمو مباشر في الإيرادات. في المقابل أكد 70% أن الإنتاجية ارتفعت بفضل اعتماد الذكاء الاصطناعي، ما يشير إلى أنه يسهم في تحسين الكفاءة التشغيلية أكثر من تحقيق أرباح فورية. هذا التباين يطرح تساؤلات حول كيفية قياس العائد الحقيقي على الاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي، وهل يجب التركيز على النتائج المالية فقط أم على التحسينات التشغيلية أيضاً.

اقرأ أيضاً: كيف يستفيد القادة من الذكاء الاصطناعي لاتخاذ قرارات أفضل؟

5. تغير في النظرة العالمية

في هذا التقرير، كتب نائب رئيس شركة جوجل كلاود Google Cloud للذكاء الاصطناعي التوليدي أوليفر باركر: "أن الحديث لم يعد عن الضجيج، بل عن القيمة".

باركر يشير إلى نضج واضح لدى الشركات والمؤسسات في التعامل مع الذكاء الاصطناعي. هذا النضج يعكس إدراكاً متزايداً بأن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد موضة تقنية، بل أداة استراتيجية يجب توظيفها بذكاء لتحقيق نتائج مستدامة وتجنب الاستثمار العشوائي الذي يؤدي إلى خسائر مالية.

في المقابل، أظهرت دراسة سابقة أجراها معهد إم آي تي الأميركي أن 95% من الشركات الأميركية التي استثمرت في الذكاء الاصطناعي لم تلحظ بعد أي تأثير ملموس على الأرباح. هذا يسلط الضوء على أهمية السياق ونوع التطبيقات وطريقة التنفيذ في تحديد جدوى استثمار الذكاء الاصطناعي. ربما يكون الذكاء الاصطناعي مفيداً في تحسين العمليات، لكنه لا يضمن بالضرورة نمواً مالياً سريعاً.

توصيات للقادة في العالم العربي

في ظل هذه النتائج، يمكن للقادة في المنطقة العربية الاستفادة من التجربة العالمية من خلال اتباع التوصيات التالية:

  • تحديد الأولويات المحلية: ركز على المجالات التي تعاني ضعف الأداء أو ارتفاع التكاليف، وابدأ منها.
  • الاستثمار في التدريب الداخلي: إن بناء فرق عمل قادرة على فهم الذكاء الاصطناعي وتوظيفه أهم بكثير من شراء ودمج أدوات جاهزة.
  • قياس العائد بشكل شامل: لا تكتفِ بقياس الأرباح، بل راقب تأثير الذكاء الاصطناعي على الكفاءة ورضا العملاء والأمن السيبراني.
  • البدء بمشاريع صغيرة قابلة للتوسع: اختبر الحلول على نطاق محدود قبل توسيع استخدامها.
  • تعزيز التعاون مع المطورين المحليين: لتطوير حلول تناسب الشركات العربية وتقلل الاعتماد على الخارج.

من خلال اتباع هذه الخطوات، يمكن دمج الذكاء الاصطناعي في أعمال أي شركة أو مؤسسة بشكل منهجي ومدروس ودون مخاطرة بصرف ميزانية كبيرة لا تحقق أي عائد أو تحسين في العمليات التشغيلية.

المحتوى محمي