لطالما اعتمدت المؤسسات على أجهزة إنترنت الأشياء وتطبيقاتها، فمنذ 40 سنة تقريباً، قامت مجموعة من طلبة جامعة كارنيغي ميلون ببرمجة جهاز لإحصاء علب المشروبات الغازية في آلات البيع ضمن حرم الجامعة وتقديم تقارير كمية عنها. وبعد ذلك، تم تزويد بعض محامص الخبز وآلات صنع القهوة بإمكانات قياس مختلفة. وقد قام كيفن أشتون بصياغة مصطلح "إنترنت الأشياء" في 1999 لمشروع مستشعر كان يعمل عليه.
وفي أوائل القرن الجديد، تم الإعلان عن أول ثلاجة متصلة بالإنترنت، كما بدأت الروبوتات باكتساب شعبية متزايدة. ووفقاً لشركة آي تي أونلاين ليرنينغ (ITonline Learning)، بلغ عدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت بحلول عام 2020 أكثر من 27 مليار جهاز، ويتوقع المحللون أن يزداد هذا الرقم وصولاً إلى 100 مليار جهاز بحلول عام 2030.
كيف تعتمد الصناعات والمجالات المختلفة على إنترنت الأشياء؟
من الصعب أن نفكر بصناعة أو مجال لم يستفد من الانتشار الواسع لأجهزة إنترنت الأشياء. حيث تستطيع العديد من الأجهزة الحديثة المزودة ببرمجيات متخصصة، مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والحواسيب، أن تقوم عملياً بدور أجهزة إنترنت الأشياء في أي قطاع أو مجال. ولكن، وفي مجالات أخرى، يتم استخدام أجهزة محددة مع تطبيقات موجهة بعناية فائقة للقيام بعمليات معقدة تزيد من الإنتاجية، وتحسّن سير العمليات، وتوفر التكاليف، إضافة إلى العديد من الفوائد الأخرى.
اقرأ أيضاً: كيف تساعد إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي في رسم ملامح المدن الذكية؟
وفيما يلي بعض الأمثلة المهمة:
- يستخدم المصنّعون ماسحات الباركود والموازين التي تدعم تقنيات إنترنت الأشياء وتتكامل معها لإدارة المخزونات وعمليات الطلب. إضافة إلى هذا، يستخدمون الروبوتات المتصلة بالإنترنت وخطوط التجميع المؤتمتة في عمليات التصنيع. بل إن المصنّعين يمتلكون تصنيفاً خاصاً بهم في إنترنت الأشياء، وهو إنترنت الأشياء الصناعية.
- تستخدم شركات التجارة بالتجزئة والنقل والتوصيل ماسحات الباركود التي تدعم تقنيات إنترنت الأشياء لتتبع مخزونات الرفوف والأسعار في المتاجر، إضافة إلى تسجيل وإرسال إشعارات البريد الإلكتروني حول توصيل الطرود. ويمكن استخدام هذه الماسحات أيضاً في الكثير من صناديق المحاسبة، حيث لا يمكن استخدام الأحزمة الناقلة مع المنتجات والسلع ضخمة الحجم.
- قامت المستشفيات المزودة باتصال لاسلكي بالإنترنت باستخدام العديد من أجهزة إنترنت الأشياء للتعامل مع المرضى، بما فيها العربات المتنقلة الخاصة بتوصيل وتحديث سجلات المرضى، وأجهزة الاتصالات التي يمكن استخدامها دون يدين في وحدات العناية الفائقة الخاصة بالأطفال حديثي الولادة، بحيث تستطيع الممرضات طلب المساعدة أثناء حمل الأطفال، وأجهزة التصوير التي يمكن نقلها في أنحاء المستشفى لالتقاط صور الأشعة السينية وصور الموجات الصوتية في غرف الطوارئ ومراكز معالجة الإصابات.
- تستخدم شركات الطاقة والخدمات ما يسمى بالبنى التحتية المتقدمة للقياس (AMI اختصاراً) لتتبع استهلاك الكهرباء، حيث تقوم بجمع بيانات الاستهلاك والفواتير لاسلكياً، وتتحكم بالإضاءة والحرارة والتكييف عن بُعد.
اقرأ أيضاً: كيفية استخدام تقنيات إنترنت الأشياء لبناء شبكات ذكية
تتصل أجهزة إنترنت الأشياء المتكاملة بشبكة ما للوصول إلى الإنترنت، إما عن طريق الإيثرنت أو الشبكات اللاسلكية. وبالتالي، فإن معاملات التطبيقات تنتقل عبر الشبكة الواسعة (WAN) إلى مركز البيانات الخاص بالشركة، حيث تتم استضافة التطبيق، وحيث يتفاعل التطبيق مع تطبيقات المخزونات، وقواعد البيانات الخاصة بالمستهلكين، وأذونات البطاقات الائتمانية. ويؤدي كل هذا إلى زيادة حركة البيانات الشبكية ضمن الشركة.
وفي الكثير من الشركات، أصبحت أجهزة إنترنت الأشياء أكثر أهمية في العمليات والإجراءات. ولتحقيق أهداف الشركة على صعيد الإنتاجية والعمليات والإجراءات وتوفير التكاليف، يجب أن يكون الأداء مثالياً، ويجب منع الاختلالات أو التراجعات أو معالجتها بشكل عاجل، وإلا ستكون العواقب وخيمة.
اعتبارات الأداء
إن استخدام أجهزة إنترنت الأشياء في أنظمة شبكات الشركات يستوجب أخذ ثلاثة عوامل مهمة بعين الاعتبار لضمان جودة أداء الخدمات التي تقدمها الشركات، وهي: حجم حركة مرور البيانات، وأثر حركة المرور هذه على الشبكة والتطبيقات الأخرى، وأهمية حركة مرور البيانات.
1. حجم حركة مرور البيانات
يؤثر عدد الأجهزة وعدد المعاملات على حجم التطبيق الذي تضيفه أجهزة إنترنت الأشياء إلى شبكة الشركة. ومن الضروري بذل جهود متواصلة لتحديد المستويات الأساسية للأنشطة المختلفة من جميع المواقع، وتحليل التغيرات والتوجهات لضمان الحفاظ على سعة الشبكة في المواقع البعيدة. ويمكن لتوافر عرض الحزمة في الشبكة الواسعة أن يستوعب هذا الحجم.
اقرأ أيضاً: ما أبرز خطوات تحويل البيانات الضخمة إلى بيانات حقيقية؟
2. أثر حركة البيانات على الشبكة والتطبيقات الأخرى
في الشبكات المتقاربة، لا مفر من وجود تأثير لحركة البيانات والسلوك لأحد التطبيقات على أداء خدمات أخرى تشترك معه في البنية التحتية نفسها، وقد يؤدي ازدياد استخدام أحد التطبيقات أو الصعود الحاد غير المتوقع لحركة البيانات إلى تراجع في تجربة المستخدم للتطبيقات الأخرى، ما يقتضي وجود حل فعّال لإدارة أداء التطبيقات.
3. أهمية حركة البيانات
في الكثير من الحالات، تقوم أجهزة وتطبيقات إنترنت الأشياء بتنفيذ خطوات مهمة في التصنيع، والمبيعات، وإجراءات الخدمات، وبالتالي فإن ضمان قيامها بأداء وظائفها عبر أجزاء البنية التحتية كافة للشركة أمر في غاية الأهمية. وتحتاج أقسام تكنولوجيا المعلومات وعمليات الشبكات إلى الشفافية لكشف وإصلاح المشكلات التي يبلغ المستخدمون عنها إلى قسم الدعم الفني أثناء استخدام أجهزة وخدمات إنترنت الأشياء.
اقرأ أيضاً: 10 من أبرز الشركات التي تستخدم تكنولوجيا البيانات الضخمة
ومن المهم للغاية أن تتمكن حلول إدارة الأداء من كشف ومراقبة تطبيقات إنترنت الأشياء، إضافة إلى جميع تطبيقات الشركة الأخرى التي تعمل في المواقع البعيدة وعبر بيئة هجينة تتضمن منصات سحابية متعددة.