تم تقديم أكثر من 1.5 مليار حقنة لقاح لكوفيد-19 في أكثر من 180 بلد. وهو ما يكافئ حوالي 21 جرعة لكل 100 شخص تقريباً. ولكن، وكما يبدو من المخطط المتحرك أدناه، فإن وتيرة برامج التلقيح -وتغطيتها- كانت متفاوتة إلى درجة كبيرة.
فإذا ضغطت زر التشغيل على المخطط -الذي أنتجته مجلة أور وورلد إن داتا- فسترى كيف تطورت برامج التلقيح مع الوقت منذ 20 ديسمبر، عندما بدأ أول المرضى بتلقي اللقاحات في بضعة بلدان، حتى اللحظة. يبدأ عرض البيانات مع مجموعة البلدان العشرين الكبار، ولكن يمكنك تعديل منظر الشكل لتتبع التقدم في بلدان محددة، وحتى مقارنة بلدان مختلفة.
تتضمن البلدان التي حققت أكثر من 80 جرعة لكل 100 شخص الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والبحرين، وتشيلي، والإمارات العربية المتحدة. ومع تقدم الشكل البياني، يمكنك أن ترى أن الولايات المتحدة، التي كانت متأخرة، بدأت تدرك المملكة المتحدة، التي حققت عملية إطلاق لقاحات ناجحة للغاية. وقد تمكنت بعض من بلدان العالم الأصغر من تحقيق تغطية ممتازة أيضاً. وقد أبلغت جيبرالتار، وسيشيلز، وسان مارينو، وبرمودا، وجزر كايمان، عن تحقيق أكثر من 100 جرعة لكل 100 شخص (وهو أمر ممكن لأن بعض اللقاحات تتطلب جرعتين للشخص).
أما أداء بعض بلدان الشرق الأوسط فهو أيضاً مثير للإعجاب، خصوصاً عند مقارنته بأداء الاتحاد الأوروبي، الذي بدأ ببطء. فقد كانت تلك البلدان من أوائل البلدان التي تظهر التأثير الرائع للتلقيح واسع النطاق على إصابات كوفيد-19، حيث انخفض معدل العدوى إلى درجة كبيرة بعد تلقي أكثر من 90% من السكان فوق 60 سنة جرعاتهم الأولى. وقد تكرر هذا النمط في جميع البلدان التي تمكنت من تلقيح نسبة كبيرة من سكانها. وحالياً، بدأت أعداد الإصابات في الولايات المتحدة تتراجع بوتيرة سريعة بعد أن تلقى أكثر من 60% من البالغين جرعة لقاح واحدة على الأقل.
من ناحية أخرى، ما تزال هناك مناطق واسعة من العالم لم تُسجل فيها عملية تلقيح واحدة. وعلى سبيل المثال، فإن بلدان هاييتي وكوريا الشمالية وبعض البلدان الأفريقية لم تقم بتلقيح أي مواطنين حتى الآن. ومن الجدير بالملاحظة أن أعداداً كبيرة من مواطني البرازيل والهند، اللتين تتعرضان حالياً إلى أسوأ موجات الإصابات، ما زالت دون تلقيح (قدمت البرازيل 26 جرعة لكل 100 شخص، أما الهند فلم تقدم سوى 14).
أور وورلد إن داتا (Our World in Data) مشروع تعاوني بين جامعة أكسفورد ومختبر بيانات التغير العالمي، وهو منظمة خيرية تعليمية. ويتضمن موقعها الإلكتروني عدداً كبيراً من الأشكال البيانية التفاعلية والتوضيحات المرئية حول الوباء، ويشمل كل شيء بدءاً من الأعداد اليومية للإصابات في كل بلد، إلى اللقاحات وصولاً إلى معدلات اختبارات اللقاحات. استكشفه بنفسك.