نشرة خاصة
في عصر التسارع والتقدم الجنوني في مجال التقنيات الحديثة، وفي ظل توسع الثورة الصناعية الرابعة لتغطي مدناً عالمية أكثر، وفي ظل التنافس العالمي بين المدن التي أخذت على عاتقها قضية التحول الذكي، تبرز دبي بصفتها مدينة عالمية رائدة في مجال المدن الذكية، بل في مقدمة هذه المدن، لتصبح معياراً عالمياً في المدن الذكية بناء على تجربتها ومسيرتها في التحول الرقمي.
العصر الرقمي
تقود دبي الذكية حالياً عملية التحول الرقمي في دبي، وقد وضعت الخطط والإستراتيجيات، وأطلقت العديد من المبادرات والمشاريع في سبيل ذلك، وتعد "إستراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية" واحدة من أهم الإستراتيجيات التي تقودها دبي الذكية حالياً، في سبيل التحول الرقمي لمدينة دبي. وقد وضعت دبي الذكية مساراً زمنياً لتنفيذ هذه الإستراتيجية، حيث ستحتفل حكومة دبي بتاريخ 12 ديسمبر 2021 بإصدار آخر معاملة ورقية حكومية، ولن تطلب أو تتلقى بعدها أي معاملة ورقية من المتعاملين، إعلاناً منها بانتهاء عصر الورق في حكومة دبي، وترحيباً بالعصر الرقمي.
ويشكل هذا الموعد هاجساً كبيراً للكثيرين، بيد أن دبي الذكية تسير بخطى واثقة نحو الهدف. فحتى سبتمبر 2019، ارتفعت نسبة الخدمات الحكومية التي يوفرها تطبيق "دبي الآن" إلى 88 خدمة، تشمل 10 قطاعات في المدينة هي: الأمن والعدل، والمواصلات العامة، وتأشيرات الإقامة، التنقل، والصحة، والأعمال والتوظيف، والتعليم، والإسكان، والإسلام والسفر، وغيرها من الخدمات. وبهذا سيشكل تطبيق "دبي الآن" البنية التحتية الرقمية للمدينة.
دبي، لا ورقية
حتى الأول من سبتمبر 2019، انخفضت نسبة استهلاك الورق في حكومة دبي بنسبة 31%، في ظل تنافس بين الجهات الحكومية الشريكة مع دبي الذكية في تنفيذ التحول الرقمي، وقد نجحت 15 جهة حكومية بإمارة دبي في توفير استهلاك 74 مليون ورقة سنوياً ووقت قدره 3.5 مليون ساعة و335 مليون درهم، وبتنفيذ هذه الإستراتيجية كاملاً سيتم إنقاذ 130 ألف شجرة سنوياً. بالإضافة إلى ذلك سيحظى سكان وزوار دبي بـ 40 ساعة سنوياً يوفرونها للاستمتاع بما يهمهم، وسيتم توفير أكثر من 900 مليون درهم سنوياً كانت ستنفق على المعاملات الورقية.
وتتحدى دبي بهذه الإستراتيجية مخاوف كثيرة انتابت الكثيرين من القطاعين العام والخاص، لكنها تعتمدها على كوادر مبدعة، وابتكارات خلاقة من فريق عملها، إلى جانب توظيف التكنولوجيا الحديثة. مع عدم إغفال أهم ركائز هذه الإستراتيجية، وهي ركيزة التعاون بين الشركاء من الجهات الحكومية، الذين يواجهون مع دبي الذكية هذا التحدي، ويصرون على أن تكون دبي مدينة التحديات المدروسة، تنفيذاً لرؤية قيادتها الطموحة، لتبقى دبي في مقدمة المدن الذكية على مستوى العالم، ولتتخذ مكانتها في طليعة الابتكارات العالمية في تنفيذ المبادرات التي تصنع فرقاً في أداء الحكومة وأسلوب تفاعلها مع المجتمع، ولتصبح تجربة دبي نموذجاً يحتذى ومعياراً عالمياً للمدن الذكية.
فبتنفيذ هذه الاستراتيجية، وبتاريخ 21 ديسمبر 2021، ستصبح حكومة دبي لا ورقية، وستسجل سبقاً عالمياً آخر في مجال المدن الذكية والتحول الرقمي على مستوى العالم، وهو بالفعل ما يؤثر بشكل كبير في تحويل دبي إلى المدينة الذكى والأسعد على وجه الأرض.