على الرغم من أن أنظمة الطاقة الشمسية عُرِفت بأنها أنظمة مستقلة، فإن تطورها وتزايد عدد المنازل التي تعتمد عليها حولها إلى أنظمة أكثر ذكاءً، إذ أصبحت تُدمج الآن في أنظمة المنازل الذكية من أجل المراقبة وتحسين الأداء، ما جعلها أكثر استهدافاً من قِبل مجرمي الإنترنت الذين يستغلون الثغرات الأمنية لمهاجمتها، ما قد يمثّل مخاطر كبيرة لمُلاك المنازل.
إذ أدّى الترابط المتزايد بين أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية وخدمات الإنترنت والسحابة للمراقبة والتحكم عن بُعد إلى توسيع نطاق استهدافها، ما يجعلها أهدافاً محتملة لمجرمي الإنترنت. ومع استمرار تطورها، فإن فهم الثغرات الأمنية في هذه الأنظمة وكيفية تفاديها أصبح أمراً بالغ الأهمية.
6 ثغرات شائعة يستغلها مجرمو الإنترنت في اختراق أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية
تتضمن أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية المتطورة العديد من الثغرات الأمنية بسبب وصولها إلى أجهزة إنترنت الأشياء وحسابات المنصات السحابية، حيث يمكن أن يستغلها مجرمو الإنترنت لشن الهجمات السيبرانية، ما قد يُعّطل إنتاج الطاقة ويُعرّض خصوصية مالك المنزل للخطر، وقد يتحول إلى تهديدٍ شاملٍ لاستقرار الشبكة، ومن ضمن النقاط الشائعة ما يلي:
1- استغلال ضعف أمان المحولات الذكية
يؤدي المحول Inverter)) دوراً محورياً في نظام الطاقة الشمسية المنزلي، حيث يعمل حلقة وصل بين الألواح الشمسية والشبكة الكهربائية، فهو يحوّل التيار المستمر (DC) الذي تُولّده الألواح إلى تيار متردد (AC) مناسب للأجهزة المنزلية، وغالباً ما تتصل المحولات الحديثة بالإنترنت من أجل المراقبة عن بُعد وتتبع الأداء، ما يجعلها هدفاً رئيسياً للتهديدات الإلكترونية.
التهديد:
زيادة تحميل الطاقة الكهربائية أو الطاقة القادمة للأجهزة المتصلة من خلال إجراء تغييرات سلبية في إعدادات خروج الطاقة، ما قد يؤدي إلى إنتاج طاقة غير منتظم وإيقاف تشغيل الأجهزة بالكامل.
اقرأ أيضاً: دليلك الشامل لإعدادات الأمان والخصوصية في تطبيق واتساب
2- نقاط الضعف في أنظمة المراقبة وواجهات الاتصال
أنظمة المراقبة وواجهات الاتصال المستخدمة في أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية هي التي توفّر إمكانات الإدارة عن بُعد، والتي يمكن استخدامها في تتبع أداء ألواح الطاقة الشمسية أو الأعطال الكهربائية أو إنتاج الطاقة واستهلاكها والمساعدة على استكشاف المشكلات المختلفة وإصلاحها.
التهديد:
استغلال واجهات نظام إدارة الطاقة (EMS) والتلاعب بتوزيع الطاقة أو تغيير بيانات الاستهلاك، ما قد يؤدي إلى أعطال تشغيلية أو إعادة تعيين بيانات تسجيل الدخول وسرقة بيانات حساسة مثل مواقع المستخدمين والمعلومات الشخصية.
3- استغلال ثغرات الخدمات السحابية
تستخدم العديد من أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية الحديثة منصات سحابية للمراقبة عن بُعد وتخزين البيانات وإدارتها، وعلى الرغم من أن الخدمات السحابية المركزية توفّر الراحة، فإنها تشكّل خطراً كبيراً إذا لم تكن مؤمنة بشكل كافٍ.
التهديد:
الاستيلاء على الحساب ما يمنح مجرمي الإنترنت القدرة على التحكم في النظام والوصول إلى بيانات شخصية حساسة، بما في ذلك عناوين البريد الإلكتروني والعناوين الفعلية، بالإضافة إلى السيطرة على المحولات المتصلة والمكونات الأخرى، ما يمكّنهم من تعديل إعداداتها بطرق قد تؤدي إلى إتلاف المعدات أو تعطيل الشبكة.
4- تقنيات التنصت واعتراض البيانات
إذا لم تكن قنوات الاتصال بين مختلف مكونات النظام الشمسي المنزلي مثل الاتصال بين المحول ونظام المراقبة أو بين خادم السحابة مشفرة بشكلٍ صحيح، فمن المحتمل أن يتمكن المهاجمون من اعتراض البيانات والحصول على بيانات حول النظام وإعداداته، وحتى معلومات شخصية عن مالك المنزل.
التهديد:
يمكن للمهاجم استغلال ثغرة أمنية في شبكة الواي فاي المنزلية لاعتراض الاتصال بين محول الطاقة الشمسية وخادم السحابة الخاص بالشركة المصنّعة، من خلال استخدام هجوم الرجل في المنتصف، ما قد يُتيح له فهم وظائف النظام وتحديد المزيد من الثغرات الأمنية لاستغلالها.
اقرأ أيضاً: كيف تمسح بياناتك نهائياً قبل بيع الهاتف أو الكمبيوتر الشخصي؟
5- التلاعب بالبيانات
باستغلال الثغرات الأمنية في أنظمة المراقبة، يُمكن للمهاجمين حقن بيانات خاطئة حول أداء النظام لإخفاء الوصول غير المصرح به أو التلاعب بالبيانات المتعلقة بتوليد الطاقة واستهلاكها، ما قد يؤثر على التوازن الدقيق المتعلق بتوليد الطاقة في الشبكة.
التهديد:
قد يؤدي استخدام هذا الهجوم إلى تقلبات كبيرة في إمدادات الطاقة، ما قد يؤدي إلى عدم استقرار الشبكة وتخفيض الأحمال وحتى انقطاع التيار الكهربائي الذي قد تكون له آثار مالية وتشغيلية على أصحاب المنازل.
6- التحكم عن بُعد وتعطيل الشبكة
من خلال استغلال الثغرات الأمنية في أي مكون من مكونات أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية سواء المحول أو الشبكة المنزلية، يمكن للمهاجمين الوصول إلى واجهات التحكم في المحولات وأنظمة المراقبة عن بُعد، الذي يُتيح لهم تنفيذ أوامر عشوائية على الأجهزة المنزلية الذكية أو منصات السحابة.
التهديد:
تسمح عمليات التحكم عن بُعد غير المصرح به للمهاجم بتنفيذ مجموعة واسعة من الإجراءات الضارة، بما في ذلك تشغيل المحولات أو إيقافها عن بُعد أو تعطيل إمدادات الطاقة أو التسبب في تقلبات في الشبكة، وقد يتعدى الأمر ذلك إلى نشر برامج ضارة على الأنظمة لاستخدامها في سرقة البيانات الشخصية أو شن هجمات على أجهزة أخرى على الشبكة.
اقرأ أيضاً: كيف يستغل القراصنة بوتات الدردشة مثل تشات جي بي تي في عمليات الاختراق؟
ما هي أبرز الآثار المحتملة للهجمات السيبرانية في أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية؟
يمكن أن تُخلّف الهجمات السيبرانية الناجحة على أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية آثاراً واسعة النطاق أبرزها:
- إذا تمكن المهاجمون من الوصول غير المصرح به إلى هذه الأنظمة، فقد يؤدي ذلك إلى سرقة البيانات التي تتسبب في انتهاكات للخصوصية وخطر سرقة الهوية.
- قد يؤدي اختراق نظام الطاقة الشمسية إلى كشف معلومات حول الأجهزة المنزلية الذكية الأخرى المتصلة بالشبكة نفسها، ما قد يسمح للمهاجمين بالسيطرة على جوانب أخرى من بيئة المعيشة المتصلة لمالك المنزل.
- إذا تسبب الهجوم في أضرار مادية أو جعل النظام غير صالح للاستخدام، سيتحمل أصحاب المنازل التكاليف المالية المرتبطة بإصلاح المعدات المخترقة أو استبدالها.
- قد يؤدي نجاح هجمات برامج الفدية إلى خسائر مالية مباشرة إذا اضطر أصحاب المنازل إلى دفع فدية لاستعادة السيطرة على أنظمة الطاقة الشمسية الخاصة بهم.
- تسبب تقلبات كبيرة في توليد الطاقة فجأة، ما قد يؤدي إلى إرهاق قدرة الشبكة على الحفاظ على تردد وجهد ثابتين في توليد الطاقة.
- يمكن أن تخلّف آثاراً مدمرة على البنية التحتية الحيوية لبعض القطاعات المهمة مثل المستشفيات وخدمات الطوارئ وشبكات النقل التي تعتمد أنظمة الطاقة الشمسية كمصدر طاقة مستقر.
اقرأ أيضاً: وسطاء بيع بيانات الموقع الجغرافي: مَن هم وماذا يفعلون ببياناتك التي حصلوا عليها؟
أفضل الممارسات لحماية أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية من الاختراق
يقع عبء التخفيف من مخاطر الهجمات السيبرانية على أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية على أصحاب المنازل بشكلٍ رئيسي من خلال اتباع نهج متعدد الجوانب لحماية أنظمتهم من الاختراق ويشمل:
تأمين بيانات تسجيل الدخول
غالباً ما تكون كلمات المرور الافتراضية أو الضعيفة هدفاً رئيسياً لمجرمي الإنترنت يمكن استغلاله بسهولة. لذا، من الضروري استخدام كلمات مرور قوية وفريدة لكل جهاز ومنصة أو استخدام تطبيق إدارة كلمات مرور لإنشاء كلمات مرور معقدة وتخزينها بأمان.
تفعيل المصادقة الثنائية
خاصة لحسابات منصات المراقبة والخدمات السحابية المرتبطة بنظام الطاقة الشمسية، إذ تُضيف المصادقة الثنائية طبقة أمان إضافية تجعل الوصول إلى الحسابات عملية شبه مستحيلة لمجرمي الإنترنت حتى إذا اختُرِقت المنصة السحابية.
تحديث برامج التشغيل
غالباً ما تُصدر الشركات المصنّعة تحديثات لتصحيح الثغرات الأمنية المعروفة وتحسين الأمان العام لمنتجاتها. لذا، من الضروري تحديث برامج تشغيل مكونات نظام الطاقة الشمسية كلّها بانتظام، بما في ذلك المحول وأجهزة المراقبة وأي تطبيقات في الهاتف.
تأمين الشبكة المنزلية وتجزئتها
التأكد من أن شبكة واي فاي المنزلية آمنة من خلال استخدام كلمة مرور قوية لجهاز التوجيه وتطبيق أحدث بروتوكولات التشفير، بالإضافة الى تجزئة الشبكة المنزلية مثل عزل نظام الطاقة الشمسية على شبكة خاصة لمنع المهاجم من الوصول إليه في حالة تمكن من اختراق أحد الأجهزة الأخرى المتصلة.
مراقبة شبكة الطاقة الشمسية
بحثاً عن أي حركة مرور غير عادية أو مشبوهة قد تشير إلى وجود اختراق، بالإضافة إلى تعطيل أي ميزات ومنافذ غير مستخدمة في المحول ونظام المراقبة للتقليل من فرص نجاح الهجمات الإلكترونية.