«ألفا غاردن» روبوت يتفوق على الخبراء البشر في العناية بالنباتات

2 دقائق
«ألفا غاردن» روبوت يتفوق على الخبراء البشر في العناية بالنباتات
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Photobank.kiev.ua

كشف باحثون من جامعة كاليفورنيا في بيركلي عن روبوت مخصص للبستنة والعناية بالنباتات، يحمل اسم «ألفا غاردن» (AlphaGarden)، مدعوم بالذكاء الاصطناعي ويعتني بالنباتات كالبشر.

ألفا غاردن: يزرع ويقلّم ويعتني بالنباتات

ألفا غاردن نظامٌ آلي بيئي متكامل عملاق عالي التقنية، وقادر على زراعة حديقة متعددة المحاصيل النباتية ببراعة ومهارة ودقة كما يفعل البشر تماماً. امتلك الروبوت هذه القدرات بفضل برنامج الذكاء الاصطناعي «ألفا غاردن سيم» (AlphaGardenSim) الذي يخبره بما عليه فعله لتعزيز صحة النبات ونموه، وذلك من خلال استخدام كاميرا عالية الدقة جنباً إلى جنب مع مستشعرات رطوبة التربة.

بالإضافة إلى ذلك، زوَّد الباحثون النظام الروبوتي بتقنية الري بالتنقيط الآلي والتقليم وزرع البذور، علاوة على ضبط المواد المغذية والإضاءة الاصطناعية. 

لا يملك النظام شكل روبوت عادي، بل هو عبارة عن رافعة صغيرة تتحرك فوق أرض الحديقة، ويمكنه أن يعتني بأنواعٍ مختلفة من المحاصيل مثل اللفت والجرجير والخس الأخضر والأحمر والكزبرة والسلق وغيرها من النباتات، بما يناسبها من نوعية التربة، مع العمل على إبعاد الآفات واستهلاك أقل كمية من الأسمدة.

اقرأ أيضاً: من تونس إلى مصر والخليج: كيف توظف الزراعة الذكية بالعالم العربي؟

ألفا غاردن بقدرات تفوق البشر الخبراء 

تظهر أهمية الروبوت عند مقارنة قدراته بقدرات البشر. لإجراء هذه المقارنة خصص الباحثون قطعتي أرض متجاورتين، إحداهما يعتني بها الروبوت، ويعتني بالأخرى خبير زراعة بشري، وزُرعت قطعتا الأرض بالبذور ذاتها وفي الوقت ذاته، وقد شملت التجربة 32 نوعاً نباتيّاً.

على مدار 60 يوماً، اعتنى الروبوت بقطعة الأرض المخصصة له بالاعتماد على التكنولوجيا المزود بها، بينما اعتمد البشري على خبرته. 

أعاد الباحثون تكرار التجربة، لكن في هذه المرة، سُمح للروبوت بترتيب زراعة البذور لمنح النباتات بطيئة النمو بداية قوية. يجدر القول إن الإنسان ساعد الروبوت على التقليم من حين لآخر بناء على تعليمات الروبوت عندما يجد صعوبة في عمل أداة التقليم.

بعد انتهاء التجربة، وجد الباحثون أن أداء الروبوت ألفا غاردن مشابه لأداء الخبير البشري إلى حدٍ كبير، لكن كان هناك اختلاف واحد شديد التباين، وهو خفض استهلاك المياه، فقد تفوق الروبوت على البشر في هذه النقطة؛ حيث خفّض النظام الآلي من استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 44%، وهو ما يعادل عدة مئات من اللترات خلال الشهرين، وهذا أثر بالغ الأهمية في وقتنا الراهن الذي تعاني فيه الأراضي الزراعية نقصاً في إمدادات المياه.

جامعة كاليفورنيا في بيركلي
حقوق الصورة: جامعة كاليفورنيا في بيركلي

بهذه التكنولوجيا عالية الأداء، اجتاز الروبوت اختبار تورينج في البستنة، واختبار تورينج، وهو اختبار يتم إجراؤه لتحديد قدرة الآلة على إظهار سلوك ذكي. 

اقرأ أيضاً: ثورة علمية جديدة في الزراعة: أول بذور روبوتية رباعية الأبعاد

بعد الاطلاع على قدرات هذا النظام الروبوتي، سترى أنه من الرائع نشر هذه التقنية في الحقول الواسعة، لكن ما يقف عائقاً أمام ذلك هو تكلفتها الباهظة، إذ لا يمكن الحصول عليها بتكلفة تقل عن 3000 دولار، كما أنها في حاجة إلى مزيدٍ من البحث لتحسين مصادر الضوء الاصطناعي واستخدام المياه، يجب الأخذ بعين الاعتبار أيضاً أن للحدائق أشكالاً مختلفة وأحجاماً واحتياجات متنوعة.

اقرأ أيضاً: روبوتات بهلوانية قد تحقق ثورة في الزراعة