وفقًا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، فإن مصممي نماذج المرض في المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) يتوقعون أن ما يصل إلى 65% من السكان الأمريكيين قد يصابون في نهاية المطاف بفيروس كورونا المستجد.
النماذج وفقاً للتقرير
شاركت المراكز الأميركية نماذجها مع 50 فريقاً من الخبراء، يعملون جميعاً على تقدير سرعة انتشار الفيروس ومدى شدة حالات المرض الشبيه بالإنفلونزا التي يسببها الفيروس.
وتعكس أرقام أسوأ سيناريو ما يمكن أن يحدث إذا لم يتم اتخاذ أي إجراءات لإبطاء الفيروس الذي ينتقل من شخصٍ لآخر. فإذا لم يخضع هذا الانتقال للمراقبة، فيمكن لكل شخص مصاب به أن ينقله إلى شخصين أوثلاثة آخرين، مما يتسبب في اتساع نطاق العدوى.
وفقاً للصحيفة، توقعت مراكز السيطرة على الأمراض إمكانية أن 2.4 مليون إلى 21 مليون شخص في الولايات المتحدة قد ينتهي بهم المطاف في المستشفى، مما قد يشكل ضغطاً كبيراً يفوق استطاعة أقسام الإسعاف ووحدات العناية المركزة. وتراوح عدد الوفيات في بعض النماذج بين 200,000 و1.7 مليون حالة وفاة. وتقدر منظمة الصحة العالمية أن معدل الوفيات جراء الفيروس قد يصل إلى مستوى عالٍ يبلغ 3.5%.
وعلى سبيل المقارنة، يموت 30,000 شخص سنوياً في الولايات المتحدة بسبب الإنفلونزا. بدأ تفشي فيروس كورونا في أواخر العام الماضي في الصين، وقد ظهرت حالات إصابة به في أكثر من 100 بلدٍ حتى الآن.
إجراءات مضادة
لعل الأداة الأساسية المتاحة أمام الجمهور بشكل عام للحد من انتشار الفيروس تتمثل في التباعد الاجتماعي. حيث يتم إلغاء المؤتمرات والاجتماعات، كما يتم إغلاق المدارس. وألغى الدوري الأميركي لمحترفي كرة السلة ما تبقى من موسمه. وفي إيطاليا، قامت السلطات بإغلاق الشركات والمتاحف والمواقع الأثرية.
ينبغي إدماج هذه التغيرات السلوكية في النماذج، وهو ما قد يقلل من فداحة التوقعات المستقبلية.
صمتٌ رسمي
لم يعلن البيت الأبيض حتى الآن عن أفضل تقديرات التفشي إلى الأميركيين، مما أدى إلى تعاظم الارتباك حول مواجهة تفشي الفيروس في سياتل وبوسطن وما يزيد عن 46 ولاية أميركية. وقد قال حاكم ولاية أهايو مايك دوين إنه يعتقد أن هناك 100,000 حالة لم يتم تشخيصها في ولايته.
وتتشابه هذه التوقعات، التي تقول صحيفة تايمز أنها حصلت عليها عبر لقطات شاشة، مع التقديرات التي وضعها علماء الأوبئة في جامعة هارفرد وأماكن أخرى. ويفترض العلماء أن الفيروس سينتشر على نطاقٍ واسع خلال العام القادم.
سوف تعتمد نمذجة المسار الصحيح للوباء على توفر معلومات علمية أكثر دقة، كما يجب أن تأخذ في الاعتبار تأثير الإجراءات المضادة ومسائل أخرى مثل احتياطات المعدات الطبية.
تقول إيرا لونجيني، وهي أحد الخبراء الذين أطلعتهم مراكز السيطرة على الأمراض على هذه النماذج، لصحيفة تايمز: "نحن حريصون للغاية في التأكد من استخدام نمذجة سليمة علمياً وتعتمد بشكل مناسب على معلومات الوباء وما هو متوفر من بيانات حول الفيروس. لا تستطيع الفوز في هذه العملية؛ فإذا أفرطت في العمل على الموضوع، ستثير ذعر الجميع. وإذا قصرت في العمل، سيشعرون بالرضا جاهلين خطورة الأمر، يجب أن تكون حذراً".