5 أسباب لتحديث البرامج والتطبيقات باستمرار

أنت مشغول بالعمل على جهاز الحاسوب الخاص بك، وفجأة تظهر رسالة: "يتوفر تحديث جديد، يرجى إعادة تشغيل الحاسوب". ربما تجد مثل هذه الإشعارات مزعجة، إذ يمكن أن تستغرق معظم التحديثات بعض الوقت، ما يجعل الحاسوب غير قابل للاستخدام مؤقتاً. نظراً لأنك مشغول، تنقر فوق "إلغاء" بدلاً من تثبيت، معتقداً أنك ستعود إليه لاحقاً، لكن هل تعلم أن اختيار عدم تثبيت تحديثات البرامج الحديثة أمر محفوف بالمخاطر؟ إن كنت ترغب بمعرفة المزيد عن أسباب تحديث البرامج والتطبيقات تابع القراءة.

1. تصحيح العيوب الأمنية

الأمان هو السبب الرئيسي لتحديث البرامج والتطبيقات على أجهزة الحاسوب، إذ يمكن لمجرمي الإنترنت أن يستغلوا الثغرات الأمنية للوصول إلى الحاسوب الشخصي وتنصيب البرامج الضارة على نظامه. يستفيد هؤلاء المجرمون من حقيقة أن الكثير من الناس ينسون تحديث برامجهم، ويزداد الخطر في حال التوقف عن تحديث برامج مكافحة الفيروسات أو نظام التشغيل.

مع كل إصدار محدث للبرنامج، يوضح المبرمج المشكلات التي تم إصلاحها، وبذلك يعرف المجرمون جيداً ما يجب التركيز عليه لتطوير برامج ضارة تستهدف البرامج القديمة غير المحدثة. إذا قمت بتنزيل ملف مصاب بأحد البرامج الضارة، يمكن أن يتم تشفير الملفات والمستندات بحيث تصبح غير قابلة للاستخدام، أو سرقة الملفات والبيانات الشخصية مثل التفاصيل المصرفية أو كلمات المرور، لذا ضع في اعتبارك تغيير كلمات المرور لتصبح أقوى مع كل تحديث للبرامج.

من الحوادث الشهيرة للاختراقات الأمنية هجوم كولونيال بايب لاين الإلكتروني (Colonial Pipeline hack) عام 2021 الذي حدث نتيجة سرقة كلمة مرور في بي إن (VBN)، وهجمات واناكراي الإلكترونية (WannaCry Ransomware) عام 2017، والذي استطاع اختراق أجهزة أكثر من 10 آلاف مؤسسة بما في ذلك هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS)، ما كلفها نحو 72 مليون جنيه إسترليني لحل المشكلات التي أحدثها الاختراق وتحديث الأنظمة.

2. الحصول على مزايا ووظائف جديدة

بالإضافة إلى الأسباب الأمنية، توفر التحديثات الجديدة مزايا ووظائف جديدة، وتزيل المزايا القديمة التي لم تعد ضرورية، ما يحسّن من تجربة المستخدم، مثل سرعة التطبيقات والتوافق مع أحدث الأجهزة والتكنولوجيا.

على سبيل المثال، أضاف المبرمجون لآخر إصدار من تطبيق زوم (Zoom) ميزات مثل:

إنشاء مكتبة مركزية لاستطلاعات الرأي.
إخفاء أو عرض إعلانات الدردشة.
عرض أنشطة الغرف الفرعية بعد الجلسات الرئيسية.

3. التوافق

اليوم، ما إن تزيل الغلاف عن جهازك الجديد حتى يطلب منك فوراً تنزيل التحديثات، إذ يتحرك العالم الرقمي والإلكتروني بسرعة كبيرة، وخلال الوقت الذي يستغرقه الجهاز الإلكتروني للوصول إليك، تتطور وتتحدث العديد من البرامج والأنظمة. ولكن، غالباً ما يكون هناك اعتماد متبادل كبير بين البرامج والأجهزة، لذا يطوّر المبرمجون البرامج والتطبيقات بشكل مستمر بما يضمن التوافق مع كل ما هو جديد وحديث من الأجهزة والأنظمة.

على سبيل المثال، نظراً إلى أن متوسط عمر الطابعة يتراوح ما بين 3-5 سنوات، فمن الضروري تحديث برنامج التشغيل ليتوافق مع أجهزة الكمبيوتر والأجهزة الطرفية الملحقة، كما تضمن تحديث مايكروسوفت ويندوز (Microsoft Windows) خصائص إضافية تسمح بمزامنة الشاشة مع أجهزة متعددة مثل هواتف أندرويد، والدردشة مع آخرين من مستخدمي ماك (Mac) وأي أو إس (iOS).

4. إصلاح الأخطاء

هل حدث أن تجمد حاسوبك أو تباطأ أداؤه عند تشغيل أحد التطبيقات أو البرامج؟ أو ربما حاولت النقر بالماوس ولكن دون أي استجابة؟ إن هذا ما قد يحدث بسبب البرامج القديمة، كل برنامج تم تطويره به عيوب متأصلة، وبعضها أكثر من البعض الآخر، أو هناك مجال للتحسينات. مع كل إصدار حديث للبرامج أو التطبيقات يتم إصلاح الأعطال والأخطاء، لذا من غير المتوقع أن تختفي هذه المشكلات من تلقاء نفسها ما لم يتم تحديث البرامج.

5. تقليل التكاليف وزيادة الإنتاجية

يعاني الموظفون مع البرامج القديمة من أعطالها وتراجع سرعة أدائها، فيستغرقون وقتاً أطول لإتمام مهامهم، ما يكلف أصحاب الأعمال تكاليف مادية إضافية، وقد تتسبب بتراجع التقييم أو المراجعات. لذا توفر تحديثات البرامج والتطبيقات تحسين تجربة الموظفين وتجنبهم التعامل مع المشكلات التقنية، ما يحسّن من سرعة أداء الأعمال ونوعيتها.

إذاً، سواء كانت أنظمة تشغيل أجهزة الكمبيوتر الشخصية أو أجهزة الكمبيوتر المحمولة، أو تطبيقات أجهزة التلفزيون الذكية، أو برامج الهواتف الذكية، أو برامج الحماية من الفيروسات، فهي توفر جميعها حماية موثوقة ضد البرامج الضارة والهجمات فقط إذا كانت محدثة بآخر إصدار. لذا لا تنحِّ إشعار التحديث جانباً، لأن فوائده على المدى الطويل تفوق بكثير ما سيتم إنجازه خلال مدة التثبيت.