دليلك لأتمتة مهام العمل باستخدام الذكاء الاصطناعي

4 دقيقة
أتمتة مهام العمل
حقوق الصورة: إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية. تصميم: عبدالله بليد.

 تعد أدوات أتمتة سير العمل المدعومة بالذكاء الاصطناعي من أهم الوسائل لتوفير الوقت وتحسين الكفاءة، إذ تتيح تنفيذ المهام المتكررة وربط التطبيقات المختلفة لتعمل تلقائياً دون تدخل بشري. إليك أبرز هذه الأدوات:

  1. زابير Zapier: أداة سهلة الاستخدام تتيح ربط أكثر من 6000 تطبيق بد…

هل تؤدي وظيفتك بنفسك؟ ترد على العملاء أو تجمع المعلومات أو تنشئ المحتوى، وكل شيء يحتاج إلى إجراء منك؟ إذاً من الطبيعي أن تتأخر دائماً لأنك ببساطة تعتمد على جهدك فقط في تنفيذ كل شيء. لكن ماذا لو كان بإمكانك توظيف مساعدات افتراضية؟ أدوات ذكية تعمل بصمت تنفذ المهام المتكررة وتمنحك وقتاً للتركيز على ما يجب أن تقوم به فعلاً.

الأتمتة بالذكاء الاصطناعي لم تعد رفاهية، بل أصبحت ضرورة لكل من يسعى لإدارة عمله بكفاءة سواء كنت مستقلاً أو صاحب مشروع صغير أو مدير فريق أو موظفاً عادياً.

في هذا المقال، سنستعرض أهم أدوات ومنصات أتمتة الأعمال المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

ما هي الأتمتة بالذكاء الاصطناعي؟

الأتمتة بالذكاء الاصطناعي هي عملية تحويل المهام المتكررة أو الروتينية إلى عمليات تنفذ تلقائياً دون الحاجة إلى تدخل بشري مستمر. هذا التحول يهدف إلى تحسين كفاءة العمل وتقليل الأخطاء الناتجة عن العمل اليدوي وتوفير الوقت الذي يمكن استثماره في مهام أكثر أهمية.

تعتمد الأتمتة على أدوات بعضها يستخدم قواعد محددة مسبقاً لتنفيذ الإجراءات، بينما يعتمد البعض الآخر على الذكاء الاصطناعي لاتخاذ قرارات فورية بناءً على السياق أو البيانات المتاحة.

تختلف طريقة عمل أدوات الأتمتة حسب تصميمها، فبعضها يعمل في الخلفية دون أن يشعر به المستخدم، بينما يتفاعل البعض الآخر بشكل مباشر كمساعد ذكي، لكن الهدف المشترك بينها جميعاً هو واحد: تقليل الحاجة إلى تدخل الإنسان وتمكينه من التركيز على المهام التي تتطلب تفكيراً وتحليلاً.

اقرأ أيضاً: كيف تسهم أتمتة المكاتب في تحسين جودة الأعمال وإنتاجيتها؟

أبرز أدوات الأتمتة بالذكاء الاصطناعي

1. زابير

تعد زابير Zapier من أبرز أدوات أتمتة سير العمل وأكثرها شهرة، إذ تتيح للمستخدمين ربط التطبيقات المختلفة بسهولة تامة دون الحاجة إلى أي معرفة برمجية، لذا تعد خياراً مثالياً لغير المتخصصين في مجال التقنية.

تمتاز هذه الأداة بواجهة استخدام بسيطة ومنظمة، حيث يمكن إعداد الأتمتة المعروفة باسم Zaps بخطوات واضحة تبدأ من تحديد المحفز إلى الإجراء المطلوب تنفيذه تلقائياً، لتتولى زابير تنفيذ ذلك تلقائياً.

من حيث قابلية التوسع، تظهر زابير أداءً جيداً في التعامل مع المهام الصغيرة وكذلك العمليات المعقدة، ما يجعلها مناسبة للشركات الصغيرة والكبيرة على حد سواء، على الرغم من أن تكاليف الاستخدام قد ترتفع مع زيادة عدد المهام وتعقيدها.

زابير تدعم أكثر من 6000 تطبيق، وتتيح ربط الأدوات المختلفة بسلاسة في منظومة عمل واحدة. وبفضل هذه المزايا مجتمعة، تعد خياراً قوياً لمن يسعى إلى أتمتة مهامه اليومية بكفاءة وفعالية.

2. ميك

تعد ميك Make من الأدوات القوية في مجال أتمتة سير العمل، إذ تتيح ربط التطبيقات والخدمات المختلفة بسهولة دون الحاجة إلى كتابة أي تعليمات برمجية.

تتميز ميك بواجهة سهلة الاستخدام نسبياً، حيث يمكن إعداد سير العمل من خلال السحب والإفلات، لكن بعض الميزات تتطلب قليلاً من التعلم، خاصة بالنسبة للمبتدئين.

من حيث قابلية التوسع، تظهر ميك أداءً ممتازاً في مختلف المهام، وتستطيع التعامل مع كميات كبيرة من البيانات وأتمتة العمليات المعقدة بكفاءة عالية، ما يجعلها مناسبة للشركات الصغيرة والكبيرة على حد سواء.

توفر ميك تكاملاً واسعاً، إذ يمكن ربطها بالعديد من التطبيقات والخدمات الشائعة، وبناء سير عمل يتناسب مع احتياجات المستخدم الخاصة.

اقرأ أيضاً: يمكن تجاهل الحاجات البشرية إن أردنا الاستفادة من الأتمتة

3. مايكروسوفت باور أوتوميت

تعد مايكروسوفت باور أوتوميت Microsoft Power Automate أداة متقدمة لأتمتة سير العمل، تتيح ربط التطبيقات المختلفة وتنفيذ المهام تلقائياً. وعلى الرغم من أن واجهتها أكثر تعقيداً مقارنة بأدوات مثل زابير وميك، فإن استخدامها ليس صعباً، فالمبتدئون قد يواجهون بعض الصعوبة في البداية، لكن بمجرد تجاوز مرحلة التعلم يصبح إعداد سير العمل سهلاً وبديهياً.

من حيث قابلية التوسع، تتفوق باور أوتوميت على الأدوات السابقة بقدرتها على التعامل مع الأتمتة البسيطة والمعقدة على حد سواء، فهي مثالية للشركات الكبرى التي تحتاج إلى إدارة كميات ضخمة من البيانات والعمليات المعقدة بكفاءة عالية، كما تمتاز بتكامل رائع مع كل برامج مايكروسوفت الإنتاجية، إلى جانب دعمها لتطبيقات خارجية متعددة، لذا تعد أداة أتمتة مرنة للغاية تناسب احتياجات أنواع الأعمال جميعها.

4. مايند استديو

أداة مايند استوديو MindStudio تعد خياراً جيداً في مجال أتمتة سير العمل بالذكاء الاصطناعي، إذ تتيح أتمتة مهام الذكاء الاصطناعي بسهولة دون الحاجة إلى كتابة أي تعليمات برمجية.

تتميز الأداة بواجهة بسيطة تجعل الانطلاقة سهلة نسبياً، وإن كانت تتطلب بعض التعلم للمبتدئين في مجال الذكاء الاصطناعي.

من حيث قابلية التوسع، تعد الأداة مناسبة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، حيث تدير التطبيقات المخصصة بكفاءة، لكنها قد تواجه تحديات في التوسع عند التعامل مع نماذج ذكاء اصطناعي معقدة أو بنى تحتية ضخمة.

من ناحية التكامل، تقدم مايند استوديو خيارات جيدة للربط مع نماذج ومنصات الذكاء الاصطناعي الشائعة، وإن كانت لا توفر عدد التكاملات العامة التي تقدمها الأدوات السابقة.

بشكلٍ عام، تبرز مايند استوديو بفضل سهولة استخدامها، وتعد خياراً مناسباً لمن يسعى إلى أتمتة المهام المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

اقرأ أيضاً: 7 وكلاء ذكاء اصطناعي تساعد الشركات على تبسيط العمليات

5. إن 8 إن

إن 8 إن n8n تعد من أبرز أدوات أتمتة سير العمل مفتوحة المصدر، تتيح ربط التطبيقات والخدمات المختلفة لتنفيذ المهام تلقائياً بكفاءة.

تعتمد الأداة على محرر بصري لتصميم سير العمل، وهو قوي ومرن، لكنه قد يبدو معقداً بعض الشيء للمستخدمين غير التقنيين، إذ يتطلب الإعداد معرفة تقنية أولية، ما قد يشكل تحدياً بسيطاً للمبتدئين.

من حيث قابلية التوسع، تتفوق إن 8 إن بفضل إمكانية الاستضافة الذاتية، التي تمنح المستخدمين القدرة على استضافة وإدارة كميات ضخمة من البيانات وتدفقات العمل المعقدة دون قيود ودون الحاجة لخدمات استضافة خارجية، هذا يجعلها مثالية للشركات المتنامية التي تبدأ صغيرة ثم تحتاج إلى التوسع.

من حيث التكاملات، تدعم الأداة ربط عدد كبير من التطبيقات، وإن كان أقل من زابير، إلا أن طبيعتها المفتوحة المصدر تتيح إنشاء تكاملات مخصصة، وهي ميزة جيدة للمستخدمين الذين يملكون خبرة تقنية، حيث يمكنهم إنشاء أي نوع من التكاملات حسب حاجتهم.

بفضل هذه الخصائص، تبرز إن 8 إن كأداة قوية لمن يبحث عن حلول أتمتة قابلة للتخصيص والتوسع، حتى وإن تطلب استخدامها بعض الخبرة التقنية في البداية.

اقرأ أيضاً: في عصر الأتمتة: ماذا يرى أصحاب الأعمال بخصوص إعادة تدريب موظفيهم؟

كيف تختار الأداة المناسبة؟

لاختيار الأداة المناسبة لأتمتة سير العمل، ينبغي أولاً تحديد طبيعة المهام التي ترغب في تبسيطها: هل هي مهام عامة ومتكررة مثل إرسال الإيميلات وجدولة الاجتماعات أم مهام متخصصة مثل تحليل البيانات أو تشغيل نماذج ذكاء اصطناعي؟ بعد ذلك، انظر إلى سهولة الاستخدام، فالأدوات التي لا تتطلب معرفة برمجية مثل زابير وميك تناسب المبتدئين، بينما أدوات مثل إن 8 إن تناسب من لديهم معرفة تقنية.

عامل قابلية التوسع مهم أيضاً، خاصة إذا كنت تخطط لتوسيع نطاق العمل لاحقاً؛ الأدوات القابلة للاستضافة الذاتية مثل إن 8 إن تمنحك مرونة أكبر للتوسع. لا تنسَ جانب التكاملات، اختر أداة تدعم التطبيقات التي تعتمد عليها يومياً، سواء كانت أدوات مايكروسوفت أو خدمات سحابية.

باختصار، الأداة المثالية هي تلك التي تتوازن بين سهولة الاستخدام والقدرة على التوسع وتوافقها مع بيئة عملك الحالية والمستقبلية.

المحتوى محمي